لا يختلفون فيه كان اسمه في الجاهلية يسارا فسماه رسول الله ص سليمان وفي أسد الغابة سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن اصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي الخزاعي وولد عمرو هم خزاعة.
صرد بفتح الصاد وسكون الراء.
أقوال العلماء فيه في الاستيعاب كان رضي الله عنه خيرا فاضلا له دين وعبادة وكان له سن عالية وشرف وقدر وكلمة في قومه وفي أسد الغابة كان خيرا فاضلا له دين وعبادة وفي الإصابة كان خيرا فاضلا وقال ابن سعد هو من الطبقة الثالثة من المهاجرين صحب رسول الله ص وكان له سن عالية وشرف في قومه وفي تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن جرير عن رجاله قال سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن اصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزبقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد أسلم وصحب النبي ص وكانت له سن عالية وشرف في قومه نزل الكوفة وورد المدائن وبغداد وقال الطبري في ذيل المذيل وكانت له سن عالية وشرف في قومه وقال الحاكم في المستدرك وكانت له سن عالية وشرف في قومه.
أخباره كان مع علي ع بصفين وجعله على رجالة الميمنة وفي أسد الغابة شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها قال نصر خرج حوشب ذو ظليم يوم صفين وهو يومئذ سيد أهل اليمن فاقبل في جمعه وصاحب لوائه يقول:
نحن اليمانيون منا حوشب * اي ذو ظليم أين منا المهرب فينا الصفيح والقنا المغلب * والخيل أمثال الوشيج شرب ان العراق حبلها مذبذب * ان عليا فيكم محبب في قتل عثمان وكل مذنب فحمل عليه سليمان بن صرد الخزاعي وهو يقول:
يا لك يوما كاشفا عصبصبا * يا لك يوما لا يواري كوكبا يا أيها الحي الذي تذبذبا * لسنا نخاف ذا ظليم حوشبا لأن فينا بطلا مجربا * ابن بديل كالهزبر مغضبا أمسى علي عندنا محببا * نفديه بالام ولا نبقي أبا فطعن سليمان حوشبا فقتله وأتى سليمان بن صرد عليا أمير المؤمنين ع بعد كتاب الصحيفة بصفين ووجهه مضروب بالسيف فلما نظر إليه علي ع قال فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فأنت ممن ينتظر وممن لم يبدل فقال يا أمير المؤمنين اما لو وجدت أعوانا ما كتبت هذه الصحيفة أبدا وقال نصر في كتاب صفين أيضا ان عقبة بن مسعود عامل علي على الكوفة كتب إلى سليمان بن صرد يوم صفين يوصيه بالصبر ويقول إنهم ان يظهروا عليكم الآية وقال ابن سعد لما قبض رسول الله ص تحول فنزل الكوفة وشهد مع علي ع الجمل وصفين وكان من الذين كتبوا إلى الحسين ان يقدم الكوفة غير أنه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد ثم قدم بعد قتل الحسين فجمع الناس فالتقوا بعين وردة وهي من اعمال قرقيسيا وعلى أهل الشام الحصين بن نمير فاقتتلوا فترجل سليمان فرماه الحصين بن نمير بسهم فقتله فوقع وقال فزت ورب الكعبة وقتل معه المسيب بن نجبة فقطع رأسيهما وبعث بهما إلى مروان بن الحكم وفي الاستيعاب سكن الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون شهد مع علي صفين وهو الذي قتل حوشبا ذا ظلم الألهاني بصفين مبارزة.
خبر مقتله وامر التوابين في الاستيعاب كان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما يسأله القدوم إلى الكوفة فلما قدمها ترك القتال معه فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله ثم قالوا ما لنا مما فعلنا الا ان نقتل أنفسنا في الطلب بدمه فخرجوا فعسكروا بالنخيلة وذلك مستهل ربيع الآخر سنة 65 وولوا أمرهم سليمان بن صرد وسموه أمير التوابين ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد فلقوا مقدمته في أربعة آلاف عليها شرحبيل بن ذي الكلاع فاقتتلوا فقتل سليمان بن صرد والمسيب بموضع يقال له عين الوردة وهو رأس عين وقيل إنهم خرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين فسموا التوابين وكانوا أربعة آلاف فقتل سليمان بن صرد رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم وفي الشذرات يسمى جيشهم جيش التوابين وجيش السراة وقال ابن الأثير لما قتل الحسين ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة إلى الكوفة تلاقت الشيعة بالكوفة بالندامة والتلاوم ورأت ان قد أخطأت خطا كبيرا وانه لا يغسل عارهم والاثم عليهم الا قتل من قتله فاجتمعوا بالكوفة في منزل سليمان بن صرد إلى خمسة نفر من رؤساء الشيعة سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة الفزاري وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وعبد الله بن وال النيمي تيم بكر بن وائل ورفاعة بن شداد البجلي وكانوا من خيار أصحاب علي فخطبهم المسيب وقال في آخر كلامه ان رأيتم ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة وصاحب رسول الله ص وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد الخزاعي المحمود في بأسه ودينه الموثوق بحزمه وتكلم عبد الله بن سعد بنحو ذلك فخطبهم سليمان وقال في آخر خطبته الا انهضوا فقد سخط عليكم ربكم ولا ترجعوا إلى الحلائل والأبناء حتى يرضى الا لا تهابوا الموت فما هابه أحد قط الا ذل وكونوا كبني إسرائيل إذ قال لهم ربهم انكم ظلمتم أنفسكم إلى قوله فاقتلوا أنفسكم أحدوا السيوف وركبوا الأسنة واعدوا لهم ما استطعتم من القوة ومن رباط الخيل وقال خالد بن سعد بن نفيل انا أشهد كل من حضر ان كل ما أملكه سوى سلاحي صدقة أقوى به المسلمين على قتال الفاسقين وقال غيره مثل ذلك فقال سليمان حسبكم من أراد من هذا شيئا فليأت به عبد الله بن وال فإذا اجتمع عنده جهزنا به ذوي الحاجة وكتب سليمان إلى سعد بن حذيفة بن اليمان يعلمه بما عزموا عليه ويدعوه إلى مساعدتهم ومن معه من الشيعة بالمدائن فقرأ عليهم سعد الكتاب فأجابوا إلى ذلك وكتبوا إلى سليمان انهم على الحركة إليه والمساعدة له وكتب سليمان إلى المثنى بن مخرمة مخربة العبدي بالبصرة بمثل ذلك فاجابه المثنى انا موافوك إن شاء الله للأجل الذي ضربت فكان أول ما ابتدأوا به أمرهم بعد قتل الحسين سنة 61 فما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس في السر إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة 64 فجاء إلى سليمان