نصرتها وكتاب إلى أهل الكوفة بمعناه فأخرجهما وقرأهما على الناس فلما فرع منهما قال أمرت ان تقر في بيتها وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة فأمرتنا بما أمرت به وركبت ما أمرنا به فقال له شبث بن ربعي اسكت يا عماني لأنه من عبد القيس وهم يسكنون عمان فعابه بذلك وهذا يدل على أن نفاق شبث وخبث نيته الذي حداه على الخروج لحرب الحسين ع كان قديما متأصلا مع أنه كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وحضر معه صفين وتهاوى الناس وقام أبو موسى يسكنهم ويثبطهم بشتى الأفانين فقام زيد فشال يده المقطوعة فقال لأبي موسى يا عبد الله بن قيس ولم يكنه رد الفرات على أدراجه اردده من حيث يجئ حتى يعود كما بدأ فان قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ ألم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون إلى آخر الآيتين سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق.
وقال الطبري: لما كان يوم الجمل حملت مضر الكوفة على مضر البصرة فاجتلدوا قدام الجمل ومع علي أقوام غير مضر فمنهم زيد بن صوحان فقال له رجل من قومه تنح إلى قومك ما لك ولهذا الموقف ألست تعلم أن مضر بحيالك وان الجمل بين يديك وان الموت دونه فقال الموت خير من الحياة الموت ما أريد فأصيب هو وأخوه سيحان وارتث صعصعة.
وذكر الطبري في موضع آخر ان قاتله عمرو بن يثري. وفي تاريخ دمشق روى سيف بن عمر ان ربيعة كانت ثلث أهل الكوفة مع علي يوم الجمل ونصف الناس يوم الواقعة وكانت بقيتهم مضر فقالت بنو صوحان يا أمير المؤمنين ائذن لنا نقف في مضر ففعل فاتى زيد فقيل له ما يوقفك بحيال الجمل وحيال مضر الموت معك وبإزائك فاعتزل إلينا فقال الموت هو ما نريد.
وفي المعارف لابن قتيبة شهد زيد بن صوحان مع علي يوم الجمل فقال يا أمير المؤمنين ما أراني الا مقتولا قال وما علمك بذلك يا أبا سلمان قال رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني فقتله عمرو بن يثري. قال ابن عساكر: قال زيد قبل أن يقتل اني قد رأيت يدا خرجت من السماء تصير إلي ان تعال وانا لاحق بها يا أمير المؤمنين.
وقال الكشي: جبرئيل بن أحمد حدثني موسى بن معاوية بن وهب حدثني علي بن سويد سعيد. سعد عن عبد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن القاسم بن سلمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنين ع حتى جلس عند رأسه فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المئونة عظيم المعونة فرفع زيد رأسه إليه ثم قال وأنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين فوالله ما علمتك الا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وان الله في صدرك لعظيم والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي ص تقول سمعت رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت والله ان أخذلك فيخذلني الله.
وعن ابن سعد في الطبقات ان زيد بن صوحان لما قتل قال لا تغسلوا عني دما.
وفي رواية الخطيب البغدادي ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم. وفي رواية له لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا الا الخفين وارمسوني في الأرض رمسا. فاني رجل محاج زاد أبو نعيم أحاج يوم القيامة اه وقال ابن عساكر انه قال فادفنوني بدمي فاني مخاصم القوم. وفي الاستيعاب روي عنه من وجوه انه قال شدوا علي ثيابي ولا تنزعوا عني ثوبا ولا تغسلوا غني دما فاني رجل مخاصم أو قال فانا قوم مخاصمون اه.
وفي مسودة الكتاب: زيد بن صوحان العبدي قتل مع علي ع يوم الجمل قتله عمرو بن يثري الضبي مبارزة وكان عمرو فارس أصحاب الجمل وشجاعهم فدعا إلى البراز فخرج إليه علباء بن الهيثم السدوسي فقتله عمرو ثم دعا إلى البراز فخرج إليه هند بن عمرو الجملي فقتله عمرو ثم دعا إلى البراز فقال زيد بن صوحان العبدي لعلي ع يا أمير المؤمنين اني رأيت يدا أشرفت من السماء وهي تقول هلم إلينا وانا خارج إلى ابن يثري فإذا قتلني فادفني بدمي ولا تغسلني فاني مخاصم عند ربي ثم خرج فقتله عمرو واخذ بخطام الجمل وقال:
أرديت علباء وهندا في طلق * ثم ابن صوحان خصيبا في علق قد سبق اليوم لنا ما قد سبق * والوتر منا في عدي ذي الفرق والأشتر الغاوي وعمرو بن الحمق * والفارس المعلم في الحرب الحنق ذاك الذي في الحادثات لم يطق * أعني عليا ليته فينا مزق أراد بعدي عدي بن حاتم الطائي ثم طلب المبارزة فاختلف في قاتله فقيل ان عمار بن ياسر خرج إليه والناس يسترجعون له لأنه كان أضعف من برز إليه يومئذ فاختلفا ضربتين فنشب سيف بن يثري في حجفة عمار فضربه عمار على رأسه فصرعه ثم أخذ برجله يسحبه حتى انتهى به إلى علي ع فقال يا أمير المؤمنين استبقني أجاهد بين يديك واقتل منهم مثلما قتلت منكم فقال له علي ع أبعد زيد وهند وعلباء استبقيك لاها الله إذا قال فادنني منك أسارك قال له أنت متمرد وقد اخبرني رسول الله ص بالمتمردين وذكرك فيهم فقال اما والله لو وصلت إليك لعضضت انفك عضة ابنته منك فامر به علي ع فضربت عنقه وقيل قتله الأشتر كما يأتي في ترجمة الأشتر. اما ما رواه صاحب الاستيعاب من أنه ارتث زيد بن صوحان يوم الجمل فقال له أصحابه هنيئا لك يا أبا سليمان قال وما يدريكم غزونا القوم في ديارهم وقتلنا امامهم وقد مضى على الطريق فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا اه. فهو يدل على شكه وحاله تدل على أنه كان نافذ البصيرة إذن فهو موضوع على لسانه لبعض الاغراض وكيف يقول وما يدريكم الخ وقد رأى يدا أشرفت من السماء تقول هلم إلينا وكيف يقول ليتنا إذ ظلمنا صبرنا والصبر على الظلم مع القدرة على الدفع ترك للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان أراد الظلم الواقع من أصحاب الجمل فهو مما لا يتفوه به عاقل إذ معنى الصبر على هذا الظلم تسليم النفس للظالم ليقتل المظلوم وهو يستطيع الدفع.
وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن محمد بن سيرين أنبئت ان عائشة أم المؤمنين سمعت كلام خالد بن الواشمة يوم الجمل فقالت أنشدك الله أصادقي أنت ان سألتك؟ قال نعم، وما يمنعني ان افعل قالت ما فعل طلحة؟ قلت قتل فاسترجعت ما فعل الزبير؟ قلت قتل