وكان زيد بن صوحان ممن خرج من الكوفة إلى المدينة مع جماعة في فتنة عثمان قال ابن الأثير في الكامل ج 3 ص 77 خرج أهل الكوفة وفيهم زيد بن صوحان العبدي وعد معه جماعة.
وفي تاريخ بغداد نزل الكوفة وقدم المدائن وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب بشر بن شبر والذي ذكره في باب بشر انه نزل المدائن ثم روى بسنده عن حسين بن الرماس الرماجس خ الهمدائي: أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر بن الخطاب منهم عبد الرحمن بن مسعود وزيد بن صوحان وعلقمة بن شبر وبشر بن شبر يتواعدون على الطعام يوما عند ذا ويوما عند ذا ويضعون النبيذ فإذا رفع الطعام رفع النبيد اه أقول النبيذ ورد انه خمر استصغره الناس وجاء في روايات أئمة أهل البيت ع تحريمه كالخمر وان فيه سكرا خفيا ووضع هؤلاء النبيذ مع الطعام لم يكن الا لشربه ان صح الخبر وذلك اما لجهلهم بتحريمه أو المراد بالنبيذ غير ما هو المتعارف الله أعلم.
ولزيد مسجد ينسب إليه قرب مسجد السهلة.
خبره مع عثمان ومعاوية مر عن البلاذري ان عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى الشام ويدل كلام ابن عساكر في تاريخ دمشق انه ممن نفاه عثمان إلى الشام لأنه نقم عليه الاحداث قال ابن عساكر ج 6 ص 11 قال زيد لعثمان بن عفان يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك اعتدل تعتدل أمتك قالها ثلاث مرات فقال له عثمان أسامع مطيع أنت قال نعم ولم تكن به جنة فيقول لا قال الحق بالشام فخرج من فوره ذلك إلى الكوفة فطلق امرأته ثم لحق بالشام كما امره. قال أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه جمل أنساب الأشراف قالوا لما خرج المسيرون من قراء الكوفة واجتمعوا بدمشق نزلوا على عمرو بن زرارة فبرهم معاوية وأكرمهم ثم انه جرى بينه وبين الأشتر قول حتى تغالظا وكان الأشتر من جملة من سير فحبسه معاوية فقام عمرو بن زرارة وقال لئن حبسته لتجدن من يمنعه فحبس عمرا فتكلم سائر القوم فقالوا أحسن جوارنا يا معاوية ثم سكتوا فقال لهم معاوية ما لكم لا تتكلمون فقال زيد بن صوحان وما يصنع الكلام ان كنا ظالمين فنحن نتوب وان كنا مظلومين فنحن نسأل الله العافية وهذا يدل على وفور عقله اقتدى بالآية الكريمة: وانا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. ولا يريد منه معاوية أكثر من ذلك فقال له معاوية يا أبا عائشة أنت رجل صدق وأذن له باللحاق بالكوفة وكتب إلى سعيد بن العاص أما بعد فاني قد أذنت لزيد بن صوحان في المسير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله وقصده وحسن هديه فأحسن جواره وكف الأذى عنه واقبل إليه بوجهك وودك فإنه قد أعطاني موثقا لا نرى منه مكروها فشكر زيد معاوية وسأله عند وداعه اخراج من حبس ففعل والحقيقة ان معاوية لم يأذن له لفضله وحسن هديه بل ليكتفي امره وشفعه في المحبوسين لذلك فرأى أن اطلاقهم بشفاعته خير من اطلاقهم بدونها ولا غرض له في طول حبسهم فأطلقهم بدون استشارة الخليفة قال ابن الأثير في الكامل ج 3 ص 70 ان سعيد بن العاص والي الكوفة من قبل عثمان كان قد تنازع مع جماعة من أهل الكوفة فكتب فيهم إلى عثمان فكتب إليه عثمان ان يلحقهم بمعاوية بالشام فتنازعوا معه فكتب إلى عثمان فيهم فأمره ان يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة ففعل فأطلقوا ألسنتهم فضج سعيد منهم إلى عثمان فكتب إليه ان يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بحمص ففعل فكان فيهم الأشتر وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد بن صوحان وأخوه صعصعة وعمرو بن إسحاق وجندب بن زهير وجندب بن كعب وغيرهم.
اخباره يوم الجمل ومقتله شهد زيد حرب الجمل مع أمير المؤمنين علي ع هو وأخواه سيحان وصعصعة فقتل زيد وسيحان وارتث صعصعة وفي الإصابة قال يعقوب بن سفيان في تاريخه: كان زيد بن صوحان من الامراء يوم الجمل كان على عبد القيس اه. وفي الاستيعاب كانت بيده راية عبد القيس يوم الجمل اه. وروى الطبري في تاريخه وذكر ابن الأثير في الكامل قالا كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان يوم الجمل: من عائشة أم المؤمنين حبيبة رسول الله ص إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان. اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فأقدم فانصرنا فان لم تفعل فخذل الناس عن علي فكتب إليها اما بعد فانا ابنك الخالص ان اعتزلت ورجعت إلى بيتك والا فانا أول من نابذك وقال زيد رحم الله أم المؤمنين أمرت ان تلزم بينها وأمرنا ان نقاتل فتركت ما أمرت به وأمرتنا به وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه اه. والعجب من أم المؤمنين ان تصف نفسها بحبيبة رسول الله ص لتستميل زيدا إلى نصرها وتنسى انها خرجت لحرب أحب الناس إلى رسول الله ص باعترافها حين سئلت من كان أحب الناس فقالت فاطمة ومن الرجال قالت بعلها وان تصفه بابنها الخالص لتستميله إليها وتنسى انه من أخص خواص علي وأوليائه فكيف يدور في خلدها انه يتبعها ولكن التهالك في حب الشئ يجر إلى التشبث بما لا يكون وهذا الابن الخالص كانت أمه البارة سببا في قتله.
وقال الكشي: روي أن عائشة كتبت من البصرة إلى زيد بن صوحان إلى الكوفة: من عائشة زوجة النبي ص إلى ابنها زيد بن صوحان الخالص اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك وخذل الناس عن علي بن أبي طالب حتى يأتيك أمري فلما قرأ كتابها قال أمرت بأمر وأمرنا بغيره فركبت ما أمرنا به وأمرتنا ان نركب ما أمرت هي به أمرت ان تقر في بيتها وأمرنا ان نقاتل حتى لا تكون فتنة والسلام اه. هكذا ورد لفظ والسلام في هذا الخبر والعادة جارية أن يكون ذلك في آخر الكتب وسياق الكلام يدل على أنه لم يكن كتابا نعم هو في رواية الطبري وابن الأثير السالفة جواب لكتابها. ولعله أشار به إلى انتهاء المرام. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: لما نزل علي ع البصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي ص إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان اما بعد فأقم في بيتك وخذل الناس عن علي وليبلغني عنك ما أحب فإنك أوثق أهلي عندي والسلام فكتبت إليها من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر أما بعد فان الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر أمرك ان تقري في بيتك وأمرنا ان نجاهد وقد اتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله فأكون قد صنعت ما أمرك الله به وصنعت ما أمرني الله به فأمرك عندي غير مطاع وكتابك غير مقبول والسلام قال وروى هذين الكتابين شيخنا أبو عثمان عمرو بن عبيد عن شيخنا أبي سعيد الحسن البصري اه وقال الطبري وابن الأثير انه لما أرسل أمير المؤمنين علي ع ابنه الحسن وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران أهلها يوم الجمل جعل أبو موسى الأشعري يخذل الناس عن أمير المؤمنين ع وثار زيد بن صوحان وطبقته وثار الناس وجعل أبو موسى يكفكف الناس ووقف زيد علي باب المسجد ومعه كتاب إليه من عائشة تأمره فيه بملازمة بيته أو