مخزوم، فنادى: أخرجوا من أو يتم، فيجعلون يذرقون كما يذرق الحبارى خوفا منه، فخرجت إليه أم هانئ - وهي لا تعرفه - فقالت: يا عبد الله! أنا أم هانئ بنت عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخت أمير المؤمنين، انصرف عن داري، فقال عليه السلام:
أخرجوهم، فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنزع المغفر عن رأسه فعرفته، فجاءت تشتد حتى التزمته فقالت: فديتك، حلفت لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها: اذهبي فبري قسمك فإنه بأعلى الوادي.
فأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها: إنما جئت يا أم هانئ تشتكين عليا؟ فإنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله، شكر الله لعلي سعيه، وأجرت من أجارت أم هانئ لمكانها من علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
6 - وقال - أيضا: (إن سارة مولاة أبي عمرو بن سيفي بن هشام أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة مسترفده، فأمر بني عبد المطلب بإسدانها، فأعطاها حاطب بن أبي بلتعة عشرة دنانير على أن تحمل كتابا بخبر وفود النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة وكان صلى الله عليه وآله وسلم أسر ذلك ليدخل عليهم بغتة - فأخذت الكتاب وأخفته في شعرها وذهب. فأتى جبرئيل عليه السلام وقص القصة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأنفذ عليا والزبير ومقدادا وعمارا و عمر وطلحة وأبا مرثد خلفها، فأدركوها بروضة خاخ يطالبونها بالكتاب، فأنكرت، وما وجدوا معها كتابا، فهموا بالرجوع، فقال علي عليه السلام: والله ما كذبنا و لا كذبنا، وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأضربن عنقك، فأخرجته من عقيصتها، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام الكتاب وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم... (2).
7 - قال ابن أبي الحديد: (وروى صاحب (كتاب الغارات): أن عليا عليه السلام لما حد النجاشي (3) غضبت اليمانية لذلك، وكان أخصهم به طارق بن عبد الله بن كعب