الأرض أو راهبا في الجبال....
تركوه وسكتوا عنه، ولم تكن العرب لتقدم عليه إلا بمواطأة من متولي الأمر و باطن في السر منه، فلما لم يكن لولاة الأمر باعث وداع إلى قتله وقع الإمساك عنه، ولولا ذلك لقتل، ثم اجل بعد معقل حصين، فقلت له: أحق ما يقال في حديث خالد؟ فقال: إن قوما من العلوية يذكرون ذلك، ثم قال: وقد روي أن رجلا جاء إلى زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة فسأله عما يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم نحو الكلام والفعل الكثير أو الحدث، فقال: إنه جائز قد قال أبو بكر في تشهده ما قال - الخ (1).
41 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء قيل له: إن الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك، قال: أسلم لأمرك يا رب، و لا قوة لي على الصبر إلا بك، فما هن؟ قيل له: أولهن الجوع والأثرة على نفسك و على أهلك لأهل الحاجة، قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت ومنك التوفيق و الصبر.
وأما الثانية فالتكذيب والخوف الشديد وبذلك مهجتك في محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك، والصبر على ما يصيبك منهم من الأذى ومن أهل النفاق، و الألم في الحرب والجراح، قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت ومنك التوفيق و الصبر.
وأما الثالثة فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل، أما أخوك علي فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم وآخر ذلك القتل، فقال: يا رب قبلت ورضيت ومنك التوفيق والصبر، وأما ابنتك فتظلم وتحرم و يؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى