وروى أبو عثمان - أيضا: إن قوما من بني أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل! فقال: لا والله، حتى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا...
وروى أهل السيرة أن الوليد بن عبد الملك في خلافته ذكر عليا عليه السلام فقال: (لعنه الله (بالجر) كان لص ابن لص)، فعجب الناس من لحنه فيما لا يلحن فيه أحد ومن نسبته عليا عليه السلام إلى اللصوصية وقالوا: ما ندري أيهما أعجب؟! وكان الوليد لحانا.
وأمر المغيرة بن شعبة - وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية - حجر ابن عدي أن يقوم في الناس فيلعن عليا عليه السلام، فأبى ذلك، فتوعده، فقام فقال: أيها الناس إن أميركم أمرني أن ألعن عليا، فالعنوه. فقال أهل الكوفة: لعنه الله، وأعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد....
وكان الحجاج - لعنه الله - يلعن عليا عليه السلام ويأمر بلعنه، وقال له متعرض به يوما و هو راكب: أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني عليا فغير اسمي وصلني بما أتبلغ به فإني فقير، فقال للطيف ما توصلت به قد سميتك كذا ووليتك العمل الفلاني فاشخص إليه.
وروى ابن الكلبي عن أبيه، عن عبد الرحمن بن السائب، قال: قال الحجاج يوما لعبد الله بن هانئ - وهو رجل من بني أود - حي من قحطان -، وكان شريفا في قومه قد شهد مع الحجاج مشاهده كلها وكان من أنصاره وشيعته -: والله، ما كافأتك بعد، ثم أرسل إلى أسماء بن خارجة سيد بني فزارة أن زوج عبد الله بن هانئ بابنتك، فقال: لا، والله، ولا كرامة، فدعا بالسياط، فلما رأى الشر قال: نعم أزوجه، ثم بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليامية زوج بنتك من عبد الله بن أود، فقال: ومن أود؟ لا والله لا أزوجه ولا كرامة، فقال: على بالسيف، فقال: دعني أشاور أهلي، فشاورهم فقالوا: زوجه ولا تعرض نفسك لهذا الفاسق، فزوجه.
فقال الحجاج لعبد الله: قد زوجتك بنت سيد فزارة وبنت سيد همدان وعظيم