6 - وقال - أيضا: (في صفة علي رضي الله عنه: البطين الأنزع، والعرب تحب النزع و تتيمن بالأنزع، وتذم الغمم (والغمم أن يسيل الشعر حتى يضيق الوجه والقفا) و تتشاءم بالأغم، وتزعم أن الأغم القفا والجبين لا يكون إلا لئيما، ومنه قول هدبة بن خشرم:
ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا أغم القفا والوجه ليس بأنزعا (1) 7 - قال العلامة محمد بن طلحة الشافعي: (كان عليه السلام آدم شديد الأدمة، ظاهرة السمرة، عظيم العينين، أقرب إلى القصر من الطول لم يتجاوز حد الاعتدال في ذلك، ذا بطن كثير الشعر، عريض اللحية، أصلع أبيض الرأس واللحية، لم يصفه أحد من العلماء بالخضاب غير سودة بن حنظلة فإنه قال: رأيت عليا أصفر اللحية، ولم ينقله غيره، ويشبه أن يكون محمل كلامه أنه قد خضب، ثم تركه، وقد انتشر بين المخبرين واشتهر لأعين المستبصرين وظهر في زبر الأثرين وصدر على ألسنة الآخرين أن من صفاته التي تختص بإضافة نسبها إليه، ونعوته التي تقتص بإضافة لباسها عليه: الأنزع البطين، حتى صارت عليه علما للناظرين. ومما يستفتح أبواب المسامع من واردات طلايع البدايع في معنى صفات البطين الأنزع ما هو ألذ عند السامع من حصول الغنى للبائس القانع، ووصول الأمن إلى قلب الخائف الخاشع وهو أنه 7 لما اشتمل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتربيته إياه ومتابعته في هداه، فكان بأوامره ونواهيه يروح ويغتدي، وبشعاره يتجلب ويرتدي، وباستبصاره في اتباعه يأتم ويهتدي، وعلى الجملة:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي خصه الله - عز وعلا - من أنوار النبوة المنتشرة في الآفاق بنفس زكية مستنيرة