إقرارهم به لعدم علمه بإرسالهم عليه وهو الذي ذكرته الروايات أعني إرسالهم على نبوته وإمامة أمير المؤمنين عليه السلام.
وإنما لم تذكر الآية الشريفة للاكتفاء بذكر الأصل وهو البعث على الشهادة بالوحدانية كما أن بعض الروايات المذكورة اكتفت بذكر نبوة نبينا وإمامة ولينا لأنهما الداعي إلى السؤال والتقرير مع وضوح بعثهم على الشهادة بالوحدانية لكونه الأصل ولذكر الآية له فما أعظم قدر نبينا الأطيب وأخيه الأطهر عند الله تبارك وتعالى حتى ميزهما على جميع عباده، وأكرمهما ببعث الرسل الأكرمين على الإقرار بفضلهما ورسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة علي عليه السلام وأخذ الميثاق عليهم بهما مع الشهادة بالوحدانية (1).
وقال العلامة، السيد علي البهبهاني رحمه الله: (فاعلم أنها (أي الآية المذكورة) تدل على اختصاص الإمامة والخلافة بمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه الطاهرين - سلام الله عليهم أجمعين - توضيح ذلك: أن ولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام التي بعث الله الأنبياء عليهم السلام عليها إن كانت بمعنى ولاية التصرف في الأمور - كما هو الظاهر - فقد ثبت أن خلافته عليه السلام عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم منصوصة في الكتاب المجيد وسائر الصحف السماوية، والنص على خلافته وإمامته يوجب اختصاصها به عليه السلام إذ لا مجال مع النص للعدول إلى غيره باختيار الأمة وتقديمه عليه عليه السلام.
وإن كانت بمعنى المودة والمحبة فبعث الأنبياء عليهم السلام عليها وجعلها تلو ولاية سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته يدل على أنها أقرب وسيلة يتوسل بها إلى الخالق - تبارك وتعالى - بعد التوحيد والإقرار برسالته ونبوته صلى الله عليه وآله وسلم، فيدل على أنه عليه السلام أفضل الخلق بعد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم حتى الأنبياء عليهم السلام (2).