الحافظ بأسانيدهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج بي إلى السماء انتهى بي السير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة، فرأيت بيتا من ياقوت أحمر، فقال جبرئيل: هذا البيت المعمور، قم يا محمد، فصل إليه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: جمع الله النبيين فصفوا ورائي صفا فصليت بهم، فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال: يا محمد! ربك يقرئك السلام ويقول لك: سل الرسل: على ما أرسلتم من قبلك؟ فقلت: معاشر الرسل! على ماذا بعثكم ربي قبلي؟ فقالت الرسل: على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب، وهو قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا - الآية (1).
قال العلامة الأكبر، المحقق المظفر رحمه الله: (ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام واضحة، فإن بعث الرسل وأخذ الميثاق عليهم في القديم بولاية علي عليه السلام وجعلها محل الاهتمام العظيم في قرن أصلي الدين: الربوبية والنبوة لا يمكن أن يزاد بها إلا إمامة من له الفضل عليهم كفضل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قلت: لم تذكر الآية الكريمة النبوة والإمامة بل ولا الارسال بشهادة أن لا إله إلا الله فإنها قالت: (أجعلنا) ولم تقل أرسلناهم بالشهادة.
قلت: السؤال والاستفهام في الآية للتقرير بمعنى تقرير الرسل عما استقر عندهم نفيه وهو جعل آلهة من دون الرحمن يعبدون، لكن لما كان المناسب لتقرير الرسل بما هم رسل هو تقريرهم عما أرسلوا به كان الظاهر إرادة تقريرهم عن ذلك بما هم رسل بنفسه وهو راجع إلى الارسال بالشهادة بالوحدانية، فصح ما أفادته الروايات من أن المراد بالآية السؤال عما بعث به الرسل من الشهادة بالوحدانية، ولما كان بعثهم بهذا معلوما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم البتة لم يحسن أن يراد أن يقرهم به خاصة بل ينبغي أن يراد تقريرهم به بضميمة ما لا يعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم