بني سلمة بكسر اللام وهم بطن من الأنصار من قوم أبي قتادة. قوله: تأثلته بمثناة ثم مثلثة أي أصلته، وأثلة كل شئ أصله. قوله: من تفرد بدم رجل فيه دليل على أنه لا يستحق السلب إلا من تفرد بقتل المسلوب، فإن شاركه في ذلك غيره كان السلب لهما. قوله: لم يخمس السلب فيه دليل لمن قال: إنه لا يخمس السلب، وقد تقدم الخلاف في ذلك.
وعن عوف بن مالك قال: قتل رجل من حمير رجلا من العدو فأراد سلبه فمنع خالد بن الوليد وكان واليا عليهم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عوف بن مالك فأخبره بذلك فقال لخالد: ما منعك أن تعطيه سلبه؟ فقال: استكثرته يا رسول الله، قال: ادفعه إليه، فمر خالد بعوف فجر بردائه ثم قال: هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستغضب فقال: لا تعطه يا خالد، هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعى إبلا وغنما فرعاها ثم تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره، فصفوه لكم وكدره عليهم رواه أحمد ومسلم. وفي رواية قال: خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة موتة ورافقني مددي من أهل اليمن ومضينا، فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يفري في المسلمين ، فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله عز وجل للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ السلب، قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضى بالسلب للقاتل قال: بلى ولكن استكثرته، قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأبى أن يرد عليه، قال عوف : فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد وذكر بقية الحديث بمعنى ما تقدم رواه أحمد وأبو داود. وفيه حجة لمن جعل السلب المستكثر إلى الامام وأن الدابة من السلب. وعن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هوازن، فبينا نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجل على جمل