بن أمية وسالم بن عمير وبسبسة وغيرهم، وعلى هذا فوجود أصل الخير في سائر الاسفار غير سفر الحرب ونحوه إنما هو في الثلاثة دون الواحد والاثنين، والأربعة خير من الثلاثة، كما يدل على ذلك حديث الباب. قوله: وخير الجيوش أربعة آلاف ظاهر هذا أن هذا الجيش خير من غيره من الجيوش، سواء كان أقل منه أو أكثر، ولكن الأكثر إذا بلغ إلى اثني عشر ألفا لم يغلب من قلة وليس بخير من أربعة آلاف وإن كانت تغلب من قلة، كما يدل على ذلك مفهوم العدد. قوله: راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوداء ولواؤه أبيض اللواء بكسر اللام والمد وهو الراية ، ويسمى أيضا العلم، وكان الأصل أن يمسكها رئيس الجيش، ثم صارت تحمل على رأسه ، كذا في الفتح. وقال أبو بكر بن العربي: اللواء غير الراية، فاللواء ما يعقد في طرف الرمح ويلوي عليه، والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح، وقيل: اللواء دون الراية، وقيل: اللواء العلم الضخم، والعلم علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار، والراية يتولاها صاحب الحرب، وجنح الترمذي إلى التفرقة فترجم الألوية وأورد حديث جابر المتقدم، ثم ترجم الرايات وأورد حديث البراء المتقدم أيضا. قوله: من نمرة هي ثوب حبرة، قال في القاموس: النمرة بالضم النكتة من أي لون كان، والأنمر ما فيه نمرة بيضاء وأخرى سوداء، ثم قال: والنمرة الحبرة وشملة فيها خطوط بيض وسود أو بردة من صوف يلبسها الاعراب انتهى.
باب ما جاء في تشييع الغازي واستقباله عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لأن أشيع غازيا فأكفيه في رحله غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها رواه أحمد وابن ماجة. وعن السائب بن يزيد قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة تبوك خرج الناس يتلقونه من ثنية الوداع قال السائب: فخرجت مع الناس وأنا غلام رواه أبو داود والترمذي وصححه. وللبخاري نحوه. وعن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم