إلى بقيع الغرقد ثم وجههم ثم قال: انطلقوا على اسم الله، وقال: اللهم أعنهم يعني النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف رواه أحمد.
حديث معاذ في إسناده أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وفي إسناده أيضا رجل لم يسم، وقد أخرجه الطبراني. وحديث ابن عباس في إسناده ابن إسحاق وهو مدلس وبقية إسناد رجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه أيضا البزار والطبراني. وفي الباب ما في الصحيحين: أن ابن الزبير وابن جعفر وابن عباس لقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قادم فحمل اثنين منهم وترك الثالث.
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة استقبله أغيلمة لبني عبد المطلب فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه. وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الله بن جعفر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمله خلفه وحمل قتم بن عباس بين يديه. قوله: أشيع غازيا التشييع الخروج مع المسافر لتوديعه، يقال : شيع فلانا خرج معه ليودعه ويبلغه منزله. قوله: أحب إلي من الدنيا وما فيها قد تقدم الكلام على مثل هذه العبارة في أول كتاب الجهاد. (وفي هذا الحديث) الترغيب في تشييع الغازي وإعانته على بعض ما يحتاج إلى القيام بمؤنته، لأن الجهاد من أفضل العبادات، والمشاركة في مقدماته من أفضل المشاركات. قوله: من ثنية الوداع. قال في القاموس: الثنية العقبة أو طريقها أو الجبل أو الطريق فيه أو إليه انتهى. قال في القاموس أيضا: وثنية الوداع بالمدينة سميت لأن من سافر إلى مكة كان يودع ثم ويشيع إليها انتهى. قوله: بقيع الغرقد قد تقدم ضبطه وتفسيره، وفي الحديث دليل على مشروعية تلقي الغازي إلى خارج البلد لما في الاتصال به من البركة والتيمن بطلعته، فإنه في تلك الحال ممن حرمه الله على النار كما تقدم، ولما في ذلك من التأنيس له والتطييب لخاطره والترغيب لمن كان قاعدا في الغزو. قوله: وقال اللهم أعنهم فيه استحباب الدعاء للغزاة وطلب الإعانة من الله لهم، فإن من كان ملحوظا بعين العناية الربانية ومحوطا بالإعانة الإلهية ظفر بمراده.