كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تركز رايته بالحجون، قال عروة: فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله ههنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تركز الراية؟ قال: نعم، قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كدى رواه البخاري.
قوله: عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما سار الخ، هكذا أورده البخاري مرسلا، قال في الفتح: ولم أره في شئ من الطرق موصولا عن عروة، ولكن آخر الحديث موصول لقول عروة فيه فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس الخ. قوله: فبلغ ذلك قريشا يحتمل أن يكون ذلك بطريق الظن لا أن مبلغا بلغهم حقيقة ذلك. قوله:
حتى أتوا مر الظهران بفتح الميم وتشديد الراء مكان معروف، والعامة تقوله بسكون الراء وزيادة واو، والظهر أن بفتح المعجمة وسكون الهاء بلفظ تثنية ظهر.
قوله: فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذوهم الخ، في رواية ابن إسحاق: فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر الظهران قال العباس: والله لئن دخل رسول الله مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش: قال: فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جئت الأراك فقلت لعلي: أجد بعض الحطابة أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء، قال: فعرفت صوته فقلت: يا أبا حنظلة، قال: فعرف صوتي، فقال أبو الفضل قلت: نعم، قال: ما الحيلة؟ قلت: فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأستأمنه لك، قال: فركب خلفه ورجع صاحباه وهذا مخالف لما في حديث الباب أنهم أخذوهم. وفي رواية ابن عائذ: فدخل بديل وحكيم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلما. قال في الفتح: فيحمل قوله: ورجع صاحباه أي بعد أن أسلما، واستمر أبو سفيان عند العباس لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له أن يحبسه حتى يرى العساكر، ويحتمل أن يكونا رجعا لما التقى العباس بأبي سفيان فأخذهما العسكر أيضا. وفي مغازي موسى بن عقبة: فلقيهم العباس فأجارهم وأدخلهم على رسول الله صلى الله