عليه الجنة متفق عليه. وفي لفظ ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجتهد لهم ولا ينصح لهم إلا لم يدخل الجنة رواه مسلم. وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به رواه أحمد ومسلم. وعن جابر قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخلف في المسير فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم رواه أبو داود. وعن سهل بن معاذ عن أبيه قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزوة كذا وكذا فضيق الناس الطريق فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا فنادى: من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له رواه أحمد وأبو داود.
حديث جابر سكت عنه أبو داود والمنذري ورجال إسناده رجال الصحيح إلا الحسن ابن شوكر، وقد قيل: إن البخاري روى له كما ذكره صاحب التقريب، وحديث سهل بن معاذ في إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال قد تقدم، وسهل بن معاذ ضعيف كما قال المنذري. قوله: إلا حرم الله عليه الجنة في رواية للبخاري: لم يجد رائحة الجنة زاد الطبراني: وعرفها يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاما وأصل هذا الحديث أن عبيد الله ابن زياد لما أفرط في سفك الدماء وكان معقل بن يسار حينئذ مريضا مرضه الذي مات فيه، فأتى عبيد الله يعوده فقال له معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره. وفي مسلم أنه لما حدثه بذلك قال: ألا كنت حدثتني قبل هذا اليوم؟ قال: لم أكن لأحدثك قبل سبب ذلك، والمراد بهذا السبب هو ما كان يقع منه من سفك الدماء، ووقع في رواية الإسماعيلي من الوجه الذي أخرجه مسلم: لولا أني ميت ما حدثتك، فكأنه كان يخشى بطشه، فلما نزل به الموت أراد أن يكف بعض شره عن المسلمين. وأخرج الطبراني في الكبير عن الحسن قال: قدم علينا عبيد الله بن زياد أميرا أمره علينا معاوية غلاما سفيها يسفك الدماء سفكا شديدا وفينا عبد الله بن معقل المزني، فدخل عليه ذات يوم فقال له: انته عما أراك تصنع، فقال له:
وما أنت وذاك؟ قال: ثم خرج إلى المسجد فقلنا له: ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رؤوس الناس؟ فقال: إنه كان عندي علم فأحببت أن لا أموت حتى أقول به على رؤوس الناس، ثم قام فما لبث أن مرض مرضه الذي توفي فيه، فأتاه عبيد الله بن