وبغى وبغية بضمهن، وبغية بالكسر طلبته كابتغيته وتبغيته واستبغيته، والبغية ما ابتغى كالبغية، قال: وأبغاه الشئ طلبه له كبغاه إياه كرماه أو أعانه على طلبه انتهى.
باب جواز تنفيل بعض الجيش لباسه وغنائمه أو تحمله مكروها دونهم عن سلمة بن الأكوع وذكر قصة إغارة عبد الرحمن الفزاري على سرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستنقاذه منه قال: فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة ، قال: ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سهم الفارس وسهم الراجل فجعلهما لي جميعا رواه أحمد ومسلم وأبو داود. وعن سعد بن أبي وقاص قال:
جئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر بسيف فقلت: يا رسول الله إن الله قد شفى صدري اليوم من العدو فهب لي هذا السيف، فقال: إن هذا السيف ليس لي ولا لك، فذهبت وأنا أقول: يعطاه اليوم من لم يبل بلائي، فبينا أنا إذ جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أجب فظننت أنه نزل في شئ بكلامي فجئت فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنك سألتني هذا السيف وليس هو لي ولا لك وإن الله قد جعله لي فهو لك ثم قرأ: * (يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) * (الأنفال: 1) إلى آخر الآية، رواه أحمد وأبو داود.
حديث سعد بن أبي وقاص عزاه المنذري في مختصر السنن إلى مسلم والترمذي والنسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه. قوله:
عبد الرحمن الفزاري هو ابن عيينة بن حصن. وعن ابن إسحاق: أن رأس القوم الذين أغاروا على السرح هو عيينة بن حصن. قوله: سرح بفتح السين المهملة وسكون الراء بعدها حاء مهملة، قال في القاموس: السرح المال السائم، وسوم المال كالسروح وأسامتها كالتسريح انتهى. ولفظ البخاري: كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترعى واللقاح بكسر اللام وتخفيف القاف ثم مهملة ذوات الدر من الإبل، واحدتها لقحة بالكسر وبالفتح أيضا، واللقوح الحلوب، وذكر ابن سعد أنها كانت عشرين لقحة، قال: وكان فيهم ابن أبي ذر وامرأته فأغار المشركون عليهم فقتلوا الرجل