بالنهار بسبب ان الحرارة تنتشر في النهار وتنحصر في الليل فإذا انتشرت الحرارة انجذبت الرطوبة معها فجاعت الديدان وجذبت من المعدة فجففت السطح المتصل بها من سطح الفم والشفة وأعانها على تجفيف الشفة الهواء الخارج فيظل المريض يرطب شفتيه بلسانه وقد يعرض لصاحب الديدان ضجر واستثقال للكلام ويكون في هيئة الغضب السئ الخلق وربما تأدى إلى الهذيان لما يرتفع من بخاراته الرديئة ويعرض له اعراض فرانيطس سوى أنه لا يلقط الزئبر ولا يصدع ولا تطن اذنه ويعرض له تصريف الأسنان وخصوصا ليلا ويكون في كثير من الأوقات كأنه يمضغ شيئا وكانه يشتهى دلع اللسان ويعرض له تثويب في النوم وصراخ فيه وتملل واضطراب هيئة وضيق صدر على من ينبهه ويعرض له على الطعام غثيان وكرب وينقطع صوته ويضعف نبضه وعند الهيجان يكون كالساقط ويكون برازه في أكثر الأحوال رطبا وأما سقوط الشهوة واشتدادها فعلى ما ذكرناه في باب الأسباب وربما عرض لهم عطش لارى معه وكذلك قد تعرض لهم أمراض ذكرناها هناك وإذا اشتدت العلة والوجع سقطوا وتشنجوا والتووا كأنهم مصروعون وربما كان عرض لهم في مثل هذا الوقت ان يتقيؤها وتختلف ألوانهم وألوان عيونهم فتارة تزول ألوان عيونهم ووجوههم وتارة ترجع وربما انتفخوا وتهيجوا وتمددت بطونهم كالمستسقين وكأنما بطونهم جاسية وربما ورمت خصاهم ويعرقون عرقا باردا شديدا مع نتن شديد وأما العلامات لتفاصيلها فمنها مشتركة التفاصيل وهي خروج ذلك الصنف من المخرج ثم الطوال يدل عليها دغدغة فم المعدة ولذعها ومغص يليها وعسر بلع وسقوط شهوة في الأكثر وتقزز من الطعام وفواق وربما تأذت الرئة والقلب بمجاورتها فحدث سعال يابس وخفقان واختلاف نبض ويكون النوم والانتباه لا على الترتيب ويكون كسل وبغض للحركة وللنظر وللتحديق وفتح العين بل يميل إلى التغميض ويعرض لعيونهم ان تحمر تارة ثم تكمد أخرى وربما تمددت بطونهم وصاروا كالمستسقين وربما عرض لهم اسهال وأما العراض والمستديرة فان الشهوة في الأكثر تكثر معها لأنها في الأكثر تبعد عن المعدة فلا تنكا فيها وتختطف الغذاء وتتحرك عند الجوع حركات مؤذية قارصة منهكة للقوة مرخية مقطعة فيما يلي السرة وأما الصغار فيدل عليها حكة المقعدة ولزوم الدغدغة عندها وربما اشتدت حتى أحدثت الغشي ويجد صاحبها عند اجتماعها في أمعائه ثقلا تحت شراسيفه وفي صلبه ومما ينفع هؤلاء كلهم ان يتحسوا عند النوم شيئا من الخل * (العلاج) * الغرض المقصود من معالجات الديدان ان يمنعوا من المادة المولدة لها من المأكولات المذكورة وان تنقى البلاغم التي في الأمعاء التي منها تتولد وان تقتل بأدوية هي سموم بالقياس إليها وهي المرة الطعم فمنها حارة ومنها باردة نذكرها والأدوية التي تفعل بالخاصية ثم تسهل بعد القتل ان لم تدفعها الطبيعة بنفسها ولا يجب أن يطول مقامها في البطن بعد الموت والتجفيف فيضر بخارها ضررا سميا والأدوية الحارة التي إلى الدرجة الثالثة أوفق في تدبيرها كل وقت الا ان تكون حمى أو ورم فان الحارة المرة تضاد مزاجها بالحرارة وتضاد الكيفية التي هي أحرص عليها أعني الدسم والحلو وقد يوجد من المشروبات والحقن ما يجمع الخصال الثلاث وأما الحمولات فهي أولى بأن تخرج من أن تقتل الا ما كان في المستقيم من
(٤٧٥)