الا في الغور فالسبب في العصبة التي في أصله وخصوصا إذا وجدت وجعا فاشيا في العمور أو في الفك وأحسست كالضرس وأنت تستدل على الأمزجة الحارة والباردة بما علمته وعلى اليابس بضمور السن وقلقه وعلى الريح بانتقال الوجع الممتد وعلى الخلط الغليظ برسوخ الوجع من غير حرارة وبرودة ظاهرتين جدا وعلى الخلط الحار الدموي أو الصفراوي بسرعة التأذي بما يوجع ويغرز يكون في الوجع وتغير لون إلى مشاكلة الخلط وحرارة حادة عند اللمس ويعرف ان مبدأ الخلط من الدماغ أو من المعدة بما يجد في أحدهما أو كليهما من الامتلاء وإذا كان سبب الوجع في اللثة لم يغن القلع ولم يحتج إليه وإذا كان في السن زال الوجع بالقلع وإذا كان في العصبة فربما زال بالقلع وربما لم يزل وانما يزول بسبب وجدان المادة التي تطلب الطبيعة أو الدواء تحليلها مكانا واسعا تندفع فيه بعدما كانت محنوقة محبوسة في السن * (المعالجات) * اما ان كان الوجع بمشاركة عضو فابدأ بتنقية العضو المشارك بفصد أو باسهال بمثل الأيارج وشحم الحنظل أو بمثل السقمونيا أو بمثل النقوعات أو بالغرغرات المنقية للرأس ان كان السبب في الرأس وأما إذا كان هناك ورم محسوس في اللثة والعمور فيجب أن تبدأ بالفصد والاسهال بحسب القوة والشرائط وأن تمسك في الابتداء في جميعها المبردات من العصارات والسلاقات ونحوها في الفم مقواة بالكافور من غير افراط في القبض وكثيرا ما يكفي الاقتصار على دهن الورد والمصطكى أو على زيت الانفاق أو على مثل دهن الآس وينفع من ذلك أن يؤخذ نبيذ زبيب عتيق ودهن ورد خام يطبخ نبيذ الزبيب فيه طبخا جيدا ويمسك في الفم ثم بعد ذلك يتدرج إلى المحللات المنضجة ويتوقى أن يسيل من القوية منها شئ إلى الجوف ويتدرج أيضا إلى استفراغ من نفس العضو بأن يرسل على أصول الأسنان العلق أو يفصد العرق الذي تحت اللسان أو يحجم تحت اللحية بشرط وإذا اشتد الوجع فيجب أن يلصق على أصل السن عاقرقرحا مع كافور ويعيدهما كلما انحلا وان زادت الشدة من الوجع احتيج كثيرا إلى استعمال أفيون مع دهن الورد وكلما وجد عن ذلك محيص فتركه أولى بل يجب أن يستعمل بالانضاج وأما إذا كان السبب في نفس السن أو في العصبة ولم يكن مادة بل سوء مزاج عولج مما يضاد من الأدوية السنية المعلومة فان كان سبب سوء مزاجه وضعفه عضا على حار تمضمض بدهن بارد المزاج مفتر ثم تصيره باردا بالفعل وان كان سبب سوء مزاجه عضا على باردا استعمل بدل ذلك من الادهان الحارة مثل دهن النادرين ودهن ألبان وعض على صفرة البيض المشوية الحارة أو على خبز حار وقد ينفع التدبير ان في كل الأصناف لسوء المزاجين المذكورين واما ان كان السبب الساذج يبسا فينفع منه ان يدلك بمثل الزبد وشحم البط وان كان مع مادة أي مادة كانت حارة أو غليظة أو كثيرة وجب ان يستفرغ بحسبها ويجب ان تبدأ في الابتداء بما يبرد ويردع في جميع ذلك وان كان ذلك في المادة الحارة أزيد وجوبا وفي الغليظة أقل ومن الأشياء القوية الردع وخصوصا في المواد الباردة الشب المحرق والمطفئ بالخل مع مثله ملح يسحقان جيدا ثم يستعملان ثم يتمضمض بعدهما بالخمر ومما يصلح للردع العفص بالخل فان كانت المادة حارة عولجت بالعصارات المبردة ودبر في تعديلها فان لم ينجع ذلك دبرا ما في تحليلها واما في تحديرها وان كانت
(١٨٧)