أو تخلق عندها لا بها.
ولكن من أين لنا أن نصدق أبا هريرة فيما ادعاه من أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غرف له بيده غرفتين " على ما جاء في بعض الأحاديث " مثلما كان هو نفسه يغترف من مضيرة معاوية غرفا بكلتا يديه، والدليل الذي يكفينا عن كل دليل يدل على كذب حديث الاغتراف هو الحديث نفسه باعتبار أن العلم من ذوات المعاني فلا يغترف غرفا ولا يبسط له رداء وإنما يبسط له القلب فينفث فيه نفثا، وهي طريقة نوع من أنواع الوحي ويشهد لهذا ما أورده عفيف طباره عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن الروح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) (1).
وعلى الرغم من اختلاق حديث عدم النسيان بفضل علم الثوب!!! فإنه كان ينسى كغيره ولربما يورد حديثا ثم ينساه فيورد آخر يناقضه كما أخرج البخاري بسنده عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا عدوى ولا صفر ولا هامة... ".
وعن أبي سلمة سمع أبا هريرة بعد يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يوردن ممرض على مصح) وأنكر أبو هريرة الحديث الأول فقلنا:
ألم تحدث أنه " لا عدوى فرطن بالحشية قال أبو سلمة: فما رأيته نسى حديثا غيره " (2).
وباعتقادنا أن أبا هريرة لم يحمل في ثوبه علما من رسول الله وإنما كان يحمل فيه الفرع والصئبان والقمل الذي كان يدب عليه دبيبا ومن أراد فصل