العسل أي أن ذنب رسول الله تجاه نسائه أنه أكل عسلا في بيت إحداهن وعزاها البعض الآخر إلى قصة مارية أي أن ذنب رسول الله عندهن أنه وطئ أمته مارية في حجرة إحداهن، فيالها من أسباب تافهة وتظاهرة مخزية يتجرع مرارها رسول الله ويثبتها الله قرآنا يتلوه الأجيال على مر التاريخ.
قلت: من أعجب العجب أن هناك حدثا جللا له علاقة وثيقة الصلة بقصة تحريم مارية القبطية، ولكنهم لم يتكلموا فيه هنا لا من قريب ولا من بعيد وهو أن حفصة وعائشة - ولفيفا قليلا - اتهمتا مارية أمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأم ولده إبراهيم، اتهمتاها بالزنا من قريب لها اسمه مأبور وأن ولده إبراهيم (عليه السلام) هو ولد مأبور، تم ذلك بعد أن ضرب رسول الله عليها الحجاب فاشتعلت نار الغيرة والحسد.
والصحيح أن أسباب نزول سورة التحريم يعود إلى هذا الحدث المؤلم ولكن المتسترين على أخطاء حفصة وعائشة نقلوا الجريمة من كونها اتهام مارية بقريبها إلى اتهام رسول الله بوطئ مارية على فراش حفصة، ثم جاء دور عائشة فأضفت على الغاية بنقل الاتهام من كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) وطئ مارية إلى كونه شرب عسلا، باعتبار أنه يكنى للوطئ بشرب العسل، حيث وجه الشبه اللذة، ومصداق ذلك ما جاء على لسان النبي الكريم قوله: (لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) (1) ويشهد لهذا التحليل العلمي ولهذا الحدث المؤلم الأدلة التالية: