محمد بن أحمد الغساني المشهور باسم (الوأواء الدمشقي) (1).
وكان صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب.. وكان له قرد. يحضر مجلس منادمته ويطرح له متكأ وكان قردا خبيثا وكان يحمله على إتان وحشية.. ويسابق بها الخيل... وعلى رأسه قلنسوة من الحرير.. فقال في ذلك بعض شعراء الشام:
- تمسك أبا قيس بفضل عنانها * فليس عليها إن سقطت ضمان - ألا من رأي القرد الذي سبقت به * جياد أمير المؤمنين أتان - (2) وكان لا يؤمن بالإسلام ولا يحترم شعائره إلا على قدر ما تدعو إليه سياسة الملك كونه تربى بأحضان من هو كذلك، ومن أدلة كفره الأبيات التي بعث بها إلى ابن الزبير:
- أدعو إلهك في السماء فإنني * أدعو عليك رجال عك وأشعر - - كيف النجاة أبا خبيب منهم * فاحتل لنفسك قبل أتي العسكر - (3) فلهذا وذاك خلعه أهل المدينة المنورة فبعث يزيد إليها جيشا كثيفا عدده اثنا عشر ألف كما في الكامل لابن الأثير وأمر عليهم مسلم بن عقبة وأوصاه بقوله: " فإذا ظهرت عليهم فأنهبها ثلاثا فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس " (4).
ولما ودع يزيد جيش الخزي والعار قال لقائد الجيش: " يا مسلم لا تردن