عن أبي هريرة سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق) (1).
ويشهد لذلك ما رواه البخاري أيضا بسنده عن أنس بن مالك (أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجدوه جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له ما شأنك فقال: شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى: فرجع إليه الآخرة ببشارة عظيمة فقال: (إذهب إليه فقل أنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة) (2).
أوردنا هذا الحديث للدلالة على أن رفع الصوت فوق صوت النبي يحبط العمل ويدخل النار وأن وفد بني تميم ينادون رسول الله من وراء الحجرات ويفاخرونه ومعهم خطيب وشاعر فأذن لهم فلما قدموا خطيبهم قدم رسول الله ثابت بن قيس بن شماس ولما قدموا شاعرهم قدم رسول الله حسان بن ثابت فلما فرقوا قال الأقرع بن حابس (أن هذا الرجل خطيبه اخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتهم أعلى من أصواتنا).
ولما نزلت الآية: * (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * ظن ثابت أنها شملته ولذلك بشره رسول الله بالجنة وإلا فالآية نزلت في أبي بكر وعمر بدليل ما رواه البخاري بسنده عن أبي مليكة قال:
" كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما) رفعا أصواتها