الوسائل التي أدت به إلى هذه النتيجة فتأمل.
ولا أجمل من كلام الشيخ عبد القادر عيسى وهو يقسم طرق الاتحاديين في وحدة الوجود حيث قال: " اختلف علماء النظر في موقفهم من العارفين المحققين القائلين بوحدة الوجود فمنهم من تسرع باتهامهم بالكفر والضلال...
ومنهم من لم يتورط بالتهجم عليهم... وهكذا شأن المنصفين... وتنويرا للأفهام فنقول: إن الوجود نوعان وجود قديم أزلي وهو واجب وهو الحق سبحانه...
ووجود جائز عرضي ممكن... وإن القول بوحدة الوجود يحتمل معنيين أحدهما حق والثاني كفر ولهذا فالقائلون بوحدة الوجود فريقان:
1 - الفريق الأول: أراد به اتحاد الحق بالخلق.. وانه عين الأشياء.. قوله هذا كفر وزندقة وأشد ضلالة من أباطيل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان.
2 - الفريق الثاني: إنما أرادوا بوحدة الوجود القديم الأزلي وهو الحق سبحانه فهو لا شك واحد منزه عن التعدد ولم يقصدوا بكلامهم الوجود العرضي المتعدد... لأن وجوده مجازي وفي أصله عدمي لا يضر ولا ينفع فالكون في نفسه معدوم.. وهؤلاء قسمان:
أ - قسم أخذ هذا الفهم بالاعتقاد والبرهان ثم بالذوق والعيان وغلب عليه الشهود.. ففني عن نفسه فضلا عن شهود غيره مع استقامته على شرع الله وهذا قوله الحق.
ب - وقسم ظن أن ذلك علم لفظي فتوغل في تلاوة عباراته وتمسك بظواهر إشاراته وغاب في شهودها عن شهود الحق، فربما هانت الشريعة في عينيه.. وتكلم بما ظاهره أن الشريعة في جهة يختص بها أهل الغفلة والحقيقة في جهة أخرى يختص بها أهل العرفان ولعمري أن هذا لهو عين الزور والبهتان