والباحثون عن الفارق بينهم كل بما رآه مناسبا للبحث من بسط وايجاز:
جاء على لسان عبد الرحمن بدوي أن الاتحاد " هو شهود وجود واحد مطلق من حيث أن جميع الأشياء موجودة بوجود ذلك الواحد معدومة في نفسها لا من حيث أن لها سوى الله وجودا خاصا يصير متحدا بالحق، وأما الحلول فيقتضي شيئين وينقسم إلى قسمين: حلول سرياني وحلول جرياني، والأول: هو اتحاد جسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد فسمى الساري حالا والمسري فيه محلا، أما الحلول الجرياني:
فهو عبارة عن أن يكون أحد الشيئين طرفا للآخر مثل الماء والكأس " (1).
وفرق بينهما: عمر فروخ بقوله: " الاتحاد شيوع الألوهية في العالم كله، أما الحلول فهو نزول الإله في شخص من الأشخاص مرة بعد مرة كأن يتخذ الله عددا من أشخاص الناس أو أعيان الوجود الطبيعية حجبا يتقلب فيها " (2).
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية قسم كلا منهما إلى مطلق ومقيد وقال:
" وأما ما جاء به هؤلاء " يقصد غلاة الصوفية " من الاتحاد العام ما علمت أحدا سبقهم إليه... وذلك أن حقيقة أمرهم أنهم يرون أن عين وجود الحق هو عين وجود الخلق وأن وجود ذات الله خالق السماوات والأرض هي نفس وجود المخلوقات فلا يتصور عندهم أن يكون الله خلق غيره ولا أنه رب العالمين... " (3).
وباعتبار أن ابن عربي يفرق بين الوجود والثبوت في العدم - فما كنت