مر وأدفأهما أحر من الجمر، فكتمت أمري ما يقرب من شرين راسلت خلالهما السيد عبد جرجب الحسين والسيد محمود عايد الوكاع فأجاباني بالإيجاب وسربت خبرا إلى قرية الصعوة فقيل للسيد محمد محمود العجيل أن شيخك تشيع ولقد رأيناه بأعيننا يصلي مرسلا يديه لا متكتفا فقام ذلك السيد وتوضأ وصلى مرسلا يديه ثم قال: شيخنا عالم حاشاه من الغلط.
ولقد استشرت رجالا من أبناء قريتي وعمومتي ممن أثق بهم فسكت بعضهم وعارض البعض الآخر وكل ذلك كان سرا ثم أعلنت الحق والله لا يقضي إلا بالحق، وعلى إثر ذلك تفرق الناس من حولي وخلعوا بيعة الطريقة وأساؤا الظن وحكموا علي بأحكام لم يرض بها الله تبارك وتعالى.
فبعض الناس شمت وشتم فأصبحت هدفا للسهام وعبرة لمن يعتبر ولا مشاحة هنا فإن الناس أعداء ما يجهلون.
وبعضهم عذرني ولكن باعتقاد أنني مجنون.
وبعضهم يقول أنه سياسي يستتر بالدين. وبعضهم يقول أنه ترك دينه لأجل الأطماع.
وبعضهم يقول أنه لا يستطيع أن يرجع إلى دينه فلو رجع فالشيعة يقتلونه، وللأسف الشديد أن مثل هذه الهراءة يطلقها أحد السماحات.
وبعضهم ظن أنني أبحرت في العلم فاختلط أمري وذلك انطلاقا من المقولة الشائعة بين الناس: أن العالم عندما يبعد في خوض العلم يدخل على عقله.
وبعضهم اعتقد أنه قد غرر بي فلذا قام بعض الأصدقاء يعرضونني على العلماء طلبا للشفاء فكنت أقول: