يا حاج حسين أ صحيح ما سمعناه عنك؟
فقلت له: نعم شيخنا.
فقال: تكلم لنا كيف استحوذ عليك الشيعة بأعظم مصيبة هي المصيبة في الدين؟
فقلت له: شيخنا لقد قرأت بعض كتبهم العقيدية والجدلية والتاريخية وسيرة الصحابة وغيرها فوجدتهم يثبتون صحة مذهبهم من كتب أهل السنة وبالأخص صحيحي مسلم والبخاري وسائر الكتب الستة وكذلك يثبتون غلط مذاهب أهل السنة من كتبهم ولقد راجعت الكثير فوجدته كما يقولون وكلما يزداد شكي في التسنن يزداد يقيني في التشيع، وفي مثل هذه القضايا تزل الاقدام فخفت على نفسي من زلة القدم وأصبحت مريضا ولا علاج لي إلا عند العلماء. وإلا فمرضي لا ترجى برأته.
فأطرق الشيخ دقيقة صمت ثم نظر إلي نظر العالم المتمكن والمتحدي; فقال: يا حاج حسين لا يمكن أن الصحابة يغلطون أو يزلون، وإذا الصحابة يغلطون أو يزلون أو يأثمون ويجرمون أو يتعاطون المعاصي فأنا أشرط عمامتي وأضعها في بيت الماء " يعني يمزقها ويضعها في المرحاض ".
ولما أنهى الشيخ كلامه أطرقت رأسي ولم أرد جوابا وشرع ذهني يتجول بين ثلاثة محاور تارة في مكتبة الشيخ التي تضم صحيحي مسلم والبخاري وتارة في عمامته التي صيغت على طراز أبدع ما تصاغ به العمائم وثالثة أفكر في المرحاض الذي لا يبعد كثيرا عن مجلس الحوار فأخذني صراع داخلي فتارة تحمل علي نفسي فأكاد أن أقول للشيخ: آتني بمجلد كذا ورقم كذا وباب كذا وكذا في مسلم والبخاري وتارة أحمل عليها فأسكتها فوالله ما منعني عن رد