- من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة * يكن عن الزيغ والتحريف في حرم - - ومن أخذ العلم عن صحف... * فعلمه عند أهل العلم كالعدم - وكنت أكرر كلام الغزالي بما معناه: " العلم إن لم تعطه كلك لا يعطيك بعضه " وتذكرت قول بعضهم: أن العلم لا يناط إلا بصحبة شيخ وطول زمن وذكاء ثاقب غير أنني قطعت الأمل آنذاك من أي مدرسة لأنني لا أملك شهادة ولو ابتدائية أدرس بموجبها داخل البلد أو خارجه.
وأما تصوفي تأملت فيه كثيرا فوجدته سطحيا وخاصة أنه ذوق ووجدان باطني لا أملك منه إلا طقوسا معينة وتأملت في ضاربي السلاح وإذا بالكثير منهم يطعن نفسه وهو لا يصلي فلا يتأذى وبعضهم يتحايل بالضرب على الجمهور فقلت: إن طلب التصوف من أهله لا يلزمه شهادة للقبول بخلاف الدراسة فعرضت مشكلتي على أخي الأكبر وأخبرته أنني اعتزم السلوك على يد أحد مشايخ وادي الفرات.
فأبى ذلك وأرشدني أن أذهب إلى بغداد باعتبار إن والدي كان يقول طريقتنا قادرية. وبالتالي سافرت إلى بغداد وبايعت نقيب الأشراف الشيخ يوسف بن علي القادري فأجازني كوكيل عنه في بلدي.
وبعد مدة تقدر ببضعة أشهر أتاني الخبر الذي ينثلج له قلبي وهو أن في مدينة حماة معهدا يدرس الشريعة ولا يشترط الشهادة ولا السن المبكرة ويقبل الطلاب أحرارا وبعد إتمام المرحلة يحيلهم إلى جامعة الأزهر الشريف فانضممت إليه.
وبعد ذلك شعرت بالاستقرار النفسي فشرعت اعمل بجد وإخلاص في الأمور التالية: