البعض وذهل " (1).
قلت: استبهم ابن الصلاح على الخطابي والترمذي تعريفيهما للحديث الحسن وذهب يقسمها إلى قسمين وهو كذلك ثم نزل تعريف الترمذي منزل إحديهما ونزل تعريف الخطابي منزل الثاني توفيقا بين التعريفين وبالتالي وصم كليهما بالذهول والغفلة والحال ليس كذلك وبخاصة الترمذي باعتبار أن كتابه الجامع الصحيح المعروف بسنن الترمذي هو أصل في معرفة الحديث الحسن وقد ذكره كثيرا وعرفه في كتاب العلل وهو من الذين وضعوا المصطلح لهذا النوع من الحديث ان لم يكن مبتكره فكيف يكون غافلا ومذهولا بعد قوله في التعريف: " هو كل حديث يروى لا يكون في اسناده من يتهم بالكذب ".
هذا يشمل قسمي الحديث الحسن الذي قسمه ابن الصلاح لأن المشهور بالصدق والأمانة غير أنه سئ الحفظ والإتقان لا يتهم بالكذب وكذلك المستور لا يتهم بالكذب حيث لا مسلط على باطنه حتى يكشف ستره عن سوء سريرته وباعتبار أن كلا منهما يحمل صفة الضعف فإذا اعتضد بتابع أو شاهد ارتفع الحديث عن كونه ضعيفا إلى درجة الحسن ولذلك قال الترمذي في آخر التعريف " ويروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن " وعليه فالترمذي فصل بين الحديث الصحيح من الحسن لا كما استبهم عليه ابن الصلاح قوله.