المجرد إلى مجرد رؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجأة على جهة القفزة أو الطفرة دونما أن يهيئ للعمل بل لا يمر به ولا يحاذيه فهو أشد من القفزة وأسرع من الطفرة.
وهكذا طوبى لثلاثة أجيال من الناس هم الصحابة والتابعون واتباعهم حيث لا تمس النار جلودهم بل يحرم عليها مس ولو فرد واحد! وعليه فطوبى لمسرف بن عقبة قائد جيش يزيد هادم الكعبة المشرفة ومبيح أعراض الصحابيات وبنات الصحابة لأنه رأى يزيد بائح اعراض بنات المهاجرين والأنصار حتى للنصارى المعبئين في قيادة جيش مسرف بن عقبة، وطوبى ليزيد لأنه رأى أباه معاوية سيد الفئة الباغية، وطوبى لسيد الباغين لأنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!!.
مثال آخر: لا تمس النار الوليد بن عبد الملك ممزق القرآن الحكيم لأنه رأى جده مروان الوزغ كما نص عليه رسول الله، ولا تمس النار جلد الوزغ لأنه رأى أباه الحكم الوزغ الطريد الذي طرده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الطائف لكونه يتجسس عليه، ولم يرتض أن يرى وجهه حتى مات (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تمس النار جلد الحكم الوزغ الطريد لأنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
وهكذا انتقل دين الاسلام عن كونه علما وعملا إلى مجرد رؤية بشكل قافز أو طافر، فالفضل يعود للقفزة أو الطفرة اكراما للظالمين وتبريرا لمخازيهم!!
ولو قيل أن العمل بأحاديث الرؤية يوجب العمل بشرطها وشروطها ومن شروطها العمل الصالح واتقاء محارم الله قلنا: هذا ما نريد. وعليه فلم الحكم لفراعنة الأمة وطواغيتها آنذاك بطوبى الجنة وتحريم أجسادهم على