كان الله تعالى يحذر منهم بقوله: * (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) * (1) وبقوله: * (خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) * (2) وبقوله: * (خذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا) * (3).
* ولا يجوز لنا بل يحرم علينا أن نوجه خطاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للمنافقين حيث أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) غير آمل فيهم أن يحفظوه في المؤمنين من أصحابه بل هم أصحابه وأعدادهم تربو على النصف من المؤمنين منهم، والقرآن الحكيم لا يرجو نصحهم بل حذر منهم قال تعالى: * (يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم) * (4).
* وليس من المعقول أن يوجه الله ورسوله خطابا طلبيا للمعدوم أي للجيل اللاحق ابتداء دون السابق مثال ذلك قوله تعالى: * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) * فلا يمكن هنا أن يوجه الله هذا الخطاب الطلبي للتابعين ابتداء دون الصحابة فيفرض عليهم الصلاة والزكاة والجهاد والصدق والأمانة ويكون الصحابة في حل من ذلك كله قطعا لا.
* وإنما المعقول والمشروع والواقع أن الخطاب موجه للموجود ابتداء فيستمر ليشمل المعدوم عند الوجود بشرط التكليف باعتبار أن القضية هنا حقيقية فالحكم فيها يوجه لحقيقة الشئ الأعم من الحقيقة الموجودة الآن والتي ستوجد بعد.
فلما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) احفظوني في أصحابي -