ذلك بسبب وجود القابلية وعندها تختلط الأوراق فيدخل ابن حزم من يشاء الجنة ومن يشاء النار ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
* وعلى افتراض أن الصحابة كلهم قاتلوا وأنفقوا بالفعل فماذا يفيد المنافقين والشكاكين وضعفاء الإيمان منهم حيث إن إعداد الأصناف الثلاثة لا تقل عن النصف من الصحابة كما مر في الآيات والأحاديث آنفة الذكر من هذا البحث.
واستكمل ابن حزم استشهاده مستظهرا نجاة الصحابة أجمعين بقول الله تعالى: * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) * (1).
قلت هذا خطأ صراح لا ينسجم ومنطوق الآية الكريمة لأن الحسنى للمحسنين سواء فسرناها بالرحمة أو السعادة كما ذكر ابن كثير أو فسرناها بالموعدة الحسنى أو الجنة كما فسرها العلامة صاحب الميزان حيث لا مناص من ذلك لقول الله للذين أحسنوا الحسنى وقوله * (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) * (2) وغيرهما من الآيات فخرج من عري عن التوصيف إذ من المقطوع به أن الكثير من أشخاصهم عار عن التلبس بهذا الوصف إذ ليس كل واحد منهم هو محسن.
على أن الآية الكريمة سيقت لرد شبهة علم الله بها قبل حدوثها علق بأذيالها مشركوا مكة بل نزلت استثناء من المعبودين واليك التوضيح التالي:
عن أبي جعفر قال: لما نزلت هذه الآية يعني قوله: * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * (3) وجد منها أهل مكة وجدا شديدا فدخل عليهم