السماعون للمنافقين، فعلى رغم ذلك نجد أن بعض المؤمنين وفي تلك الغزوة كادوا أن يزيغوا عن دين محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال تعالى:
* (الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) * (1).
قال ابن كثير: " أي عن الحق ويشك في دين الرسول ويرتاب للذي نالهم من المشقة في سفرهم وغزوهم ".
قلت: اعتذار ابن كثير عنهم بالمشقة والشدة في السفر غير مرضي ولا يلوي على شئ لأن الإيمان إذا استولى على القلب لا تنتزعه مشقات السفر، والصحيح أن كلا من المشقة والشدة كاشف عن عيب القلب وأمارة على ضعف الإيمان وإلا فما علاقة المشقة الجسدية بالإيمان الذي يستكن في القلوب، ولو صح ذلك لكانت المشقة والراحة من أكبر العوامل المساعدة على الكفر والإيمان ولألغيت أدوار القناعات الاعتقادية ولا قائل به.
وبكلمة أن الله تعالى تداركهم بلطفه فحال بين قلوبهم وبين الزيغ فتاب عليهم قال تعالى: * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة... ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) * (2).
وذكر الواحدي: (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما خرج عسكر على ثنية الوداع وحزب عبد الله بن أبي عسكره على ذي حدة أسفل من ثنية الوداع ولم يكن بأقل العسكرين فلما سار رسول الله تخلف عنه عبد الله بن أبي بمن تخلف من المنافقين وأهل الريب فأنزل