أولئك هم المؤمنون حقا) * (1).
قال السيد العلامة الطباطبائي: في ميزانه عند تفسير هذه الآيات الكريمة ما ملخصه: " وهاتيك الصفات الخمس هي وجل القلب عند ذكر الله وزيادة الإيمان عند استماع آيات الله والتوكل وإقامة الصلاة والأنفاق مما رزقهم الله ومعلوم أن الصفات الأول من أعمال القلب والأخيرتان من أعمال الجوارح فإن الإيمان إنما يشرق على القلب تدريجا فلا يزال يشتد ويضاعف حتى يتم ويكمل بحقيقته فأول ما يشرق يتأثر القلب بالوجل ثم لا يزال ينبسط الإيمان وينمو حتى يستقر في مرحلة اليقين * (زادتهم إيمانا) *.
وإذا زاد الإيمان وكمل عرف مقام ربه فالواجب الحق على الإنسان أن يتوكل عليه فيرضى بما يقدر له ويجري على ما يحكم عليه فيأتمر بأوامره وينتهي عن نواهيه * (وعلى ربهم يتوكلون) * ثم إذا استقر الإيمان على كماله استوجب ذلك أن ينعطف العبد بالعبودية إلى ربه * (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) * وقد ظهر مما تقدم أن قوله * (زادتهم إيمانا) * إشارة إلى الزيادة من حيث الكيفية وهو الاشتداد والكمال دون الكمية وهي الزيادة من حيث المؤمنين كما احتمله بعض المفسرين وهو قوله: * (أولئك هم المؤمنون حقا) * قضاء منه تعالى بثبوت الإيمان حقا فيمن اتصف بما عده تعالى من الصفات ".
ويقابل هؤلاء أصحاب القلوب القاسية حيث أن هناك الكثير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤمنون ولكن توجل قلوبهم لذكر الله وإذا نزل شئ من القرآن أو تليت آياته لا تلين قلوبهم ولا يزدادون إيمانا ومصداق ذلك قول الله تعالى: * (أ لم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر