واستمروا عليه ومنه يقال شيطان مريد ومارد، وقد كان يعلم أن في بعض من يخالطه من أهل المدينة نفاقا، وإن كان يراه صباحا ومساء، وشاهد هذا ما رواه الإمام احمد في مسنده... عن مطعم بن جبير.... قال: قلت: يا رسول الله إنهم يزعمون أنه ليس لنا أجر بمكة فقال: (لتأتينكم أجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب) - ثم راجعنا مسند أحمد فوجدناه هكذا " في حجر " بدلا من جحر - وأصغي إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برأسه فقال: (إن في أصحابي منافقون) (1)... و... عن أبي الدرداء ان رجلا يقال له حرملة أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (الإيمان ههنا وأشار بيده إلى لسانه والنفاق ههنا وأشار بيده إلى قلبة ولم يدكر الله إلا قليلا فقال رسول الله: (اللهم اجعل له لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وارزقه حبي وحب من يحبني وصير أمره إلى خير) فقال:
يا رسول الله إنه كان لي أصحاب من المنافقين وكنت رأسا فيهم أ فلا آتيك بهم؟ قال: " من أتانا استغفرنا له ومن أصر فالله أولى به ولا تخرقن على أحد سترا " قال وكذا رواه أبو أحمد الحاكم) (2).
أمعن النظر - يرحمك الله - في الآية الكريمة وما بعدها من النصوص النبوية تجد أن المنافقين كثرة كثيرة وأن المدينة تعج بهم عجا وأنه لا يعرف منهم إلا القلة القليلة وأنهم تمرنوا على النفاق حتى استولى على قلوبهم وجرى فيها مجرى الدم من العروق وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يريد ان يهتك على أحد سترا إلا إذا خان أو غدر وأنه لو كشف الستر عنهم لانفض من حوله مئات بل ألوف الناس وأن الذين مردوا على النفاق