وكيف يسبه، وقد علم أن من سبه سب الله ورسوله..
فلا بد أن يكون هذا القول مكذوبا على العباس من المنافقين الذين يريدون سب الإمام الحق، على لسان غيرهم (1).
ونشير هنا إلى ما يلي:
أ: " استصوب المازري صنيع من حذف هذه الألفاظ من هذا الحديث وقال: لعل بعض الرواة وهم فيها " (2).
فالمازري إذن يؤيد ويستوصب تحريف النصوص، وذلك من أجل الحفاظ على ماء الوجه. أمام الحقائق التاريخية الدامغة، فإنهم حينما رأوا: أن كذبها صريح إلى درجة الفضيحة، ورأوا: أنها موجودة في صحاحهم، وتلك فضيحة أخرى أدهى وأمر - نعم حينما رأوا ذلك - التجأوا إلى هذا الأسلوب الساقط والرذل، ألا وهو التحريف والاسقاط، كما اعترف به المازري واستصوبه..
وهذا الأسلوب لا يزال متبعا عند خلف هؤلاء القوم، فنجد الوهابيين يحرفون كتب علمائهم، وغيرها، وكذلك غيرهم من أولئك الذين يخونون دينهم وأمتهم، بخيانتهم أماناتهم (3).
ب: قال العسقلاني: إن المازري قال: " أجود ما تحمل عليه: أن العباس قالها دلالا على علي، لأنه كان عنده بمنزلة الولد، فأراد ردعه عما يعتقد أنه مخطئ فيه. وأن هذه الأوصاف يتصف بها لو كان يفعل ما يفعله عن عمد.