الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ٢٢٤
قال: قلت: لو أمرت بهذا غيري. بقال: خذه يا ملك.
قال: فجاء يرفأ، فقال: هل لك - يا أمير المؤمنين - في عثمان وعبد الرحمان بن عوف، والزبير، وسعد؟
فقال عمر: نعم، فأذن لهم فدخلوا. ثم جاء فقال: هل لك في عباس، وعلي؟
قال: نعم.
فأذن لهما، فقال عباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذه الكاذب الآثم، الغادر الخائن!
فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين، فاقض بينهم وأرحهم.
(فقال مالك بن أوس: يخيل إلي: أنهم قد كانوا قدموهم لذلك).
فقال عمر: اتئدا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون: أن رسول الله (ص) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة؟
قالوا: نعم.
ثم أقبل على العباس، وعلي، فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون: أن رسول الله (ص) قال: لا نورث، ما تركناه صدقة؟
قالا: نعم.
فقال عمر: إن الله جل وعز كان خص رسوله (ص) بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره، قال: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى، فلله وللرسول (ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا)، قال: فقسم رسول الله (ص) بينكم أموال بني النضير فوالله، ما استأثر عليكم، ولا أخذها دونكم، حتى بقي هذا المال، فكان رسول الله (ص) يأخذ منه نفقة سنة،
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 221 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست