يوما من هذه السبعة تكون منيتي فيه وهو إشارة إلى قول الشاعر:
أحاول ان أعيش وان يومي * بأول أو بأهون أو جبار أو التالي دبار فان أفته * فمؤنس أو عروبة أو شيار أول الأحد وأهون الاثنين وجبار كغراب الثلاثاء ودبار كغراب وكتاب الأربعاء ومؤنس الخميس وعروبة الجمعة وشيار بالمثناة التحتية ككتاب السبت وحاص عدل وحاد وكاص كع عن الشئ واغرنداه وعليه علاه بالشتم والضرب والقهر وغلبه واسرنداه اعتلاه وكانه كان يتعمد هذه الألفاظ المستكرهة قصدا لاملال المكتوب إليه وازعاجه ليسرع في قضاء حاجته كما جرى لابن التلميذ.
وقال ابن خلكان: يقال انه كان فيه تيه وتعاظم وكانت له حوالة بمدينة الحلة فتوجه إليها لاستخلاص مبلغها وكانت على ضامن الحلقة فسير غلامه إليه فلم يعرج عليه وشتم أستاذه فشكاه إلى والي الحلة وهو يومئذ ضياء الدين بن مهلهل بن أبي العسكر الحلواني فسير معه بعض غلمان الباب ليساعده فلم يقنع أبو الفوارس منه بذلك فكتب إليه يعاتبه وكانت بينهما مودة متقدمة: ما كنت أظن أن صحبة السنين ومودتها يكون مقدارها في النفوس هذا المقدار بل كنت أظن أن الخميس الجحفل لو عرض لي لقام بنصري من آل أبي العسكر حماة غلب الرقاب فكيف بعامل سويقة وضامن حليلة وحليقة ويكون جوابي في شكواي ان ينفذ إليه مستخدم يعاتبه ويأخذ ما لديه من الحق لا والله.
ان الأسود اسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب وبالله أقسم وبنبيه وآل بيته لئن لم تقم لي حرمة يتحدث بها نساء الحلة في أعراسهن ومناجاتهن لا أقام وليك بحلتك هذه ولو امسى بالجسر والقناطر هبني خسرت حمر النعم أفأخسر أبيتي وا ذلاه وا ذلاه والسلام.
وفي معجم الأدباء ج 7 ص 101 مدح محمد بن محمد بن مواهب شخصا بقصيدة منها:
إذا عجفت آمالنا عند معشر غدا نجمها عند الزعيم خطائطا فبلغت الحيص بيص الشاعر فقال كل كلام في الدنيا يزداد لحنا.
تكلمت بصادين فانقلبت الدنيا وهذا ما يقول له أحد شيئا.
وفي معجم الأدباء حدث نصر الله بن مجلي وفي تاريخ ابن خلكان قال الشيخ نصر الدين بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن وكان من الثقات أهل السنة رأيت في المنام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقلت له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم، فقال أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا فقلت لا فقال اسمعها منه ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله ان كانت خرجت من فمي أو خطي إلى أحد وان كنت نظمتها الا في ليلتي هذه ثم أنشدني:
ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسارى وطالما * غدونا عن الاسرى نعف ونصفح فحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل اناء بالذي فيه ينضح وفي معجم الأدباء: دخل ابن القطان يوما على الوزير الزينبي وعنده الحيص بيص وقال قد علمت هما نسيج وحده وانشد:
زار الخيال بخيلا مثل مرسله * فما شفاني منه الضم والقبل ما زارني قط الا كي يوافيني * على الرقاد فينفيه ويرتحل فقال الوزير للحيص بيص ما تقول في دعواه هذه فقال إن أنشدهما ثانية سمع لهما ثالثا فأنشدهما فقال الحيص بيص:
وما درى ان نومي حيلة نصبت * لطيفه حين أعيا اليقظة الحيل ومن اخباره ان جماعة من ظرفاء بغداد ربطوا رقعة في عنق كلبة فأخذت الرقعة فإذا فيها:
يا أهل بغداد ان الحيص بيص أتى * بخزية أورثته العار في البلد ابدى شجاعته بالليل مجترئا * على جري ضعيف البطش والجلد فأنشدت أمه من بعد ما احتسبت * دم الأبيلق عند الواحد الصمد أقول للنفس تأساء وتعزية * إحدى يدي أصابتني ولم ترد كلاهما خلف من فقد صاحبه * هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي والبيتان الأخيران لامرأة من العرب قتل أخوها ابنها.
ما هجي به قال ابن خلكان: كان يلبس زي العرب ويتقلد سيفا فعمل فيه أبو القاسم بن الفضل وذكر العماد الكاتب في الخريدة انها للرئيس علي بن الأعرابي الموصلي.
كم تبادي وكم تطول طرطورك * ما فيك شعرة من تميم فكل الضب واقرط الحنظل اليابس * واشرب ما شئت بول الظليم ليس ذا وجه من يضيف ولا يقري * ولا يدفع الأذى عن حريم فلما بلغت الأبيات أبا الفوارس المذكور عمل:
لا تضع من عظيم قدر وان * كنت مشارا إليه بالتعظيم فالشريف الكريم ينقص قدرا * بالتعدي على الشريف الكريم ولع الخمر بالعقول رمى الخمر * بتنجيسها وبالتحريم وهذه الأبيات استشهد بها يحيى بن سعيد الحلي ابن عم المحقق الحلي في بعض المناسبات كما ذكر في ترجمته. قال وعمل فيه خطيب الحويرة البحيري لسنا وحقك حيص بيص * من الأعارب في الصميم ولقد كذبت على بجير * كما كذبت على تميم مشايخه وتلاميذه قد سمعت انه قرأ على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان وانه قرأ عليه الحافظ أبو سعيد السمعاني وانه اخذ الناس عنه علما وأدبا كثيرا.