فالفرق بين ما ذكره وكون المقصود عدالة الجماعة ومن فوقهم، أو صحة الحديث فقط ظاهر.
وأما الفرق بينه وبين كون المقصود عدالة الجماعة أو صدقهم، فلا خفاء فيه.
بقي أن الضمير المضاف إليه في نقل القول عن الأبعاض الثلاثة في قوله:
" وقال بعضهم " هو العصابة أو الأصحاب.
وربما يتوهم: أنه على هذا يلزم أن يكون الأبعاض ناقلين للإجماع على الأبدال، ومن المجمعين على التصديق والتصحيح في حق المبدلين عنهم، فالأبعاض لم يذكروا المبدلين عنهم في عداد الأشخاص الذين ادعوا الإجماع في حقهم، مع كونهم من المجمعين في حقهم، أعني المبدلين، وإنما ذكروا الأبدال؛ وهو كما ترى.
ويندفع بأن الأمر على هذا من قبيل الاستثناء، فكأنه قيل: " أجمعت العصابة إلا البعض " فإنه ذكر في موضع بعض الأشخاص شخصا آخر، فليس الأبعاض من المجمعين.