ففهم منه أنهم لا يتهمونه في رواياته مطلقا، فعبر عنه بقوله: " ونقل الكشي قولا بأنه ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه " وليس هذا معناه، بل معناه أنهم لا يتهمونه في روايته عن أبي حمزة الثمالي، فإنه أدركه حين إمكان روايته عنه، بخلاف رواية الحسن بن محبوب عنه (1).
ومع ذلك الفاضل الأسترآبادي قد نقل عن الكشي ما نقله عن نصر بن الصباح من نفي الاتهام وغيره، ثم نقل عنه نقل القول بأن عثمان بن عيسى من أهل الإجماع (2)، ولو كان منشأ نقل (3) القول بأن عثمان بن عيسى من أهل الإجماع، لاقتصر على ما نقله أولا أو ما نقله ثانيا حذرا عن الجمع بين نقل الناشئ (4) والمنشأ.
ثم إن مدار التفاوت في كلام الكشي - حيث جعل أهل الطبقة الثانية دون أهل الطبقة الأولى، وأهل الطبقة الثالثة دون أهل الطبقة الثانية - على خصوص التفاوت في الزمان أو مع التفاوت في الرتبة.
حكي الأول عن صاحب المعالم في بعض تعليقات المنتقى. وصرح بعض بالأخير، وهو ظاهر السيد السند النجفي فيما يأتي من الأشعار المنسوبة إليه.
وابن داود جعل الطبقة الثانية ثالثة والثالثة ثانية (5). واحتمل في الرواشح كونه بملاحظة جلالة يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير (6)، والمدار على ذلك على خصوص التفاوت في الرتبة.