الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
إلا أن الأمر فيه في حكم التكرار قضية العطف، وإلا فلم يتكرر الذكر حقيقة.
وبالجملة، فالمقصود ب‍ " المولى " في هذه الموارد هو النزيل على حسب ما سمعت في الإضافة إلى الجماعة.
[كلام القوشجي ورده] بقي أنه قد عد القوشجي من معاني المولى: " الأولى بالتصرف " قال: قال الله تعالى: " موليكم النار " (1) أي أولى بكم؛ ذكره أبو عبيدة، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن مولاها فنكاحها باطل " (2) أي الأولى بها، والمالك لتدبير أمرها. ومثله في الشعر كثير.
وبالجملة، استعمال المولى بمعنى المتولي، والمالك للأمر والأولى بالتصرف شائع في كلام العرب، منقول عن أئمة اللغة. والمراد أنه اسم بهذا المعنى، لا صفة بمنزلة الأولى ليعترض بأنه ليس من صيغة التفضيل، وأنه لا يستعمل استعماله.
وينبغي أن يكون المراد به في الحديث - يعني قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث غدير: " ألست أولى بكم من أنفسكم " قالوا: بلى، قال: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " (3) - هو هذا المعنى ليوافق صدر الحديث، أعني قوله: " ألست أولى بكم من أنفسكم ".
أقول: إنه لا مجال لحمل " الأولى " (4) في الآية على الأولى بالتصرف أو المالك

١. كذا، والآية المنظورة (مأويكم النار هى موليكم) وهي في سورة الحديد (٥٧): ١٥.
٢. عوالي اللآلي ١: ٣٠٦، ح ٧ - ٨، وانظر مسند أحمد بن حنبل ٦: ٦٦.
٣. شواهد التنزيل ١: ١٨٧؛ الدر المنثور ٢: ٢٩٨؛ فتح القدير ٣: ٥٧؛ روح المعاني ٦: ١٦٨؛ تفسير الطبري ٦: ١٩٨، وانظر نهج الحق وكشف الصدق: ١٧٢.
4. كذا في النسختين. والأولى: " المولى ".
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست