وأما علة بقائها على وضعها الذي حصل لموادها على أثر العملية فهي كامنة في صميم موادها وهي الخصائص الحيوية الذاتية الموجودة في تلك المواد من ناحية، والقوى الجاذبية العامة التي تفرض عليها المحافظة على وضعها وموضعها من ناحية أخرى، فإن نسبة القوة الجاذبية إليها بمالها من الخصائص الحيوية نسبة الطاقة الكهربائية إلى الحديد، فكما أن الطاقة الكهربائية تجره إليها وتمنعه من الانفصال عنها وسقوطه، فكذلك القوة الجاذبية العامة فإنها تفرض على المادة المحافظة على وضعها وموضعها وتمنعها من التفكيك والانهيار والسقوط في الفضاء الهائل فعلة بقائها مجموع من الخصائص الحيوية الذاتية في صميم موادها الأساسية من الداخل، والقوة الجاذبية العامة التي تفرض عليها المحافظة على وضعها وموضعها من الخارج، ولا يمكن استغناء هذه الأشياء والظواهر عنهما في لحظة على أساس أنها عين التعلق والارتباط بها، غاية الأمر أن علة حدوثها عمل العمال وأهل الفن وعلة بقائها الخصائص الحيوية الذاتية في داخلها والقوة الجاذبة العامة في خارجها، وعلى هذا فبقاء هذه الأشياء لا ينافي قانون التعاصر بين العلة والمعلول.
ومن هنا يظهر سر بقاء الكرة الأرضية بما فيها من الجبال والبحار والأنهار وغيرها من الكرات الهائلة التي تسبح في الفضاء الكوني اللا متناهي، فإن بقاء هذه الكرات التي تتحرك في الفضاء بسرعة هائلة على وضعها الطبيعي وموضعها ومداراتها معلول لأمرين:
الأول: وجود الخصائص الحيوية الذاتية في صميم عناصرها ووحداتها الأساسية.
الثاني: القوة الجاذبة العامة التي تفرض عليها المحافظة على وضعها الطبيعي