وأما إرادة البعث إلى المقدمات فمما لا فائدة لها ولا غاية، لان البعث إلى ذي المقدمة إن كان مؤثرا في نفس العبد، فلا يمكن انبعاث فوق الانبعاث، وإلا فلا يمكن أن يكون البعث الغيري موجبا لانبعاثه مع كونه لنفس التوصل إلى ذي المقدمة، ومع عدم ترتب أثر عليه من الثواب والعقاب، فحينئذ تكون إرادة البعث من دون تمامية المبادئ من قبيل وجود المعلول بلا علة تامة. نعم، يمكن تعلقها بها إرشادا، أو لتأكيد ذي المقدمة كناية.
هذا، مع أن الضرورة قاضية بعدم إرادة البعث نحو المقدمات، لعدم تحقق البعث في غالب الموارد، فيلزم تفكيك الإرادة عن معلولها، فإرادة البعث غير حاصلة.
والتأمل الصادق فيما ذكرنا يوجب التصديق به، والمظنون أن كل ما صدر عن الأعاظم (1) من دعوى الوجدان والبرهان نشأ من قياس الإرادة التشريعية بالإرادة الفاعلية، كما تقدم التصريح به من بعضهم (2).
وأما ما نقل (3) عن أبي الحسن البصري (1) فلا يستأهل الجواب، مضافا