الأمر السادس في أن الألفاظ موضوعة لذات المعاني الحق أن الألفاظ موضوعة لذوات المعاني لا بما أنها مرادة، سوأ أريد به تقيدها بها بالذات أو بالعرض - أي سوأ أريد أنها موضوعة للمرادة بالذات أو بالعرض - تقيدا اسميا لان الإرادة لما كانت من شؤون النفس لا يمكن أن تتعلق بالذات بما هو خارج عن إحاطتها، فما تتعلق به بالذات هو الصورة القائمة بالنفس صدوريا (1) أو حلوليا على المشربين، وأما الخارج فهو المراد بالعرض كما أنه المعلوم بالعرض، وإن كان الخارج بوجه هو المطلوب والمراد، والصورة فانية فيه وتكون ما بها ينظر.
فحينئذ إن وضعت للمراد بالذات يلزم منه عدم انطباقها على الخارج حتى مع التجريد، مضافا إلى ورود ما يرد على الشق الثاني - أي الوضع للمراد بالعرض - عليه. وإن وضعت للمراد بالعرض يلزم منه عدم صحة