مناهج الوصول إلى علم الأصول - السيد الخميني - ج ١ - الصفحة ٣٧٧
بقي في المقام تنبيهات التنبيه الأول: في كيفية الثواب والعقاب الأخرويين:
اختلفت الانظار في كيفية الثواب والعقاب الأخرويين:
فذهب بعض: إلى أنها من قبيل التمثل الملكوتي عملا وخلقا و اعتقادا، وأن النفس بواسطة الأعمال الحسنة تستعد لاعطاء كمال تقدر به على تمثيل الصور الغيبية البهية، وإيجاد الحور والقصور، وكذا في جانب الأعمال السيئة، وكذا الحال في الأخلاق والعقائد على ما فصلوا في كتبهم (1).
وذهب آخر: إلى أنهما بحسب الجعل، كالجعل في الجعالة، و كالجزئيات العرفية في الحكومات السياسية، كباب الحدود، كما هو ظاهر الكتاب والسنة، كقوله تعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها (2) إلى غير ذلك (3).
وذهب آخر: إلى أنهما بالاستحقاق وجزأ العمل (4)، بمعنى أنه لو أمر الله تعالى بشي فعمله أحد وتركه الاخر، يكون المطيع مستحقا من

(١) الاسفار ٩: ٢٩٣ - ٢٩٦.
(٢) الانعام: ١٦٠.
(٣) ثواب الأعمال: ٥٦.
(4) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: 322 - 323، اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية: 384 - 385، إرشاد الطالبين: 413
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»
الفهرست