____________________
قد ذكر للمسكين معنى آخر. وفي " الفقيه (1) " أن الفقير هو الزمن المحتاج والمسكين هو الصحيح المحتاج. ولعله أخذه مما رواه علي بن إبراهيم في " تفسيره (2) " وقد تضمن هذا الخبر وصحيح محمد (3) وحسنة أبي بصير (4) أن الفقير الذي لا يسأل. وفي اشتراط عدم السؤال في الفقير تأمل ولعله لا قائل به.
هذا وقد قال جماعة (5): لا ثمرة في تحقيق الحق بين القولين في هذا الباب، لأن كل واحد منهما له استحقاق وتدفع الزكاة إلى كل منهما ونقلوا على ذلك الإجماع تارة ونفوا عنه الخلاف اخرى. وقولهم في هذا الباب إشارة إلى أنه له فائدة في باب آخر، ويمكن أن يكونوا أرادوا فيما إذا نذر أو وقف أو أوصى ونحو ذلك للمسكين فإنه يعطى من لم يكن عنده شيء أصلا ولا يعطى من كان عنده شيء، وفيه نظر ظاهر لما عرفت من أنه حينئذ لا فرق ولا تمييز، نعم لو ضم إليه الفقير وعين لكل شيئا غير ما عين للآخر كان هناك فائدة. وبعد ذلك كله فالعبرة بقصد الناذر واصطلاحه وكذا الواقف والموصي فتأمل. وفي " المسالك (6) " وغيره (7) إنما تظهر الفائدة نادرا فيما لو نذر أو وقف أو أوصى لأسوأهما حالا فإن الآخر لا يدخل فيه بخلاف العكس، وفي كون ذلك فائدة نظر، لمكان التصريح بالأسوأ فيعطى كل من كان متصفا بأنه أسوأ، سواء سمي بالفقير أو بالمسكين أو بالزمن، على أن في الحصر تأملا، فليتأمل.
هذا وقد قال جماعة (5): لا ثمرة في تحقيق الحق بين القولين في هذا الباب، لأن كل واحد منهما له استحقاق وتدفع الزكاة إلى كل منهما ونقلوا على ذلك الإجماع تارة ونفوا عنه الخلاف اخرى. وقولهم في هذا الباب إشارة إلى أنه له فائدة في باب آخر، ويمكن أن يكونوا أرادوا فيما إذا نذر أو وقف أو أوصى ونحو ذلك للمسكين فإنه يعطى من لم يكن عنده شيء أصلا ولا يعطى من كان عنده شيء، وفيه نظر ظاهر لما عرفت من أنه حينئذ لا فرق ولا تمييز، نعم لو ضم إليه الفقير وعين لكل شيئا غير ما عين للآخر كان هناك فائدة. وبعد ذلك كله فالعبرة بقصد الناذر واصطلاحه وكذا الواقف والموصي فتأمل. وفي " المسالك (6) " وغيره (7) إنما تظهر الفائدة نادرا فيما لو نذر أو وقف أو أوصى لأسوأهما حالا فإن الآخر لا يدخل فيه بخلاف العكس، وفي كون ذلك فائدة نظر، لمكان التصريح بالأسوأ فيعطى كل من كان متصفا بأنه أسوأ، سواء سمي بالفقير أو بالمسكين أو بالزمن، على أن في الحصر تأملا، فليتأمل.