والرابع: الانقياد لما سخر له.
قوله تعالى: (والملائكة) إنما أخرج الملائكة من الدواب، لخروجهم بالأجنحة عن صفة الدبيب. وفي قوله: (وهم لا يستكبرون. يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) قولان:
أحدهما: أنه من صفة الملائكة خاصة، قاله ابن السائب، ومقاتل.
والثاني: أنه عام في جميع المذكورات، قاله أبو سليمان الدمشقي.
في قوله: (من فوقهم) قولان: ذكرهما ابن الأنباري.
أحدهما: أنه ثناء على الله تعالى، وتعظيم لشأنه، وتلخيصه: يخافون ربهم عاليا رفيعا عظيما.
والثاني: أنه حال، وتلخيصه: يخافون ربهم معظمين له عالمين بعظيم سلطانه.
* وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون (51) وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون (52) قوله تعالى: (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) سبب نزولها: أن رجلا من المسلمين دعا الله في صلاته، ودعا الرحمن، فقال رجل من المشركين: أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا، فما بال هذا يدعو ربين اثنين؟ فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل، قال الزجاج: ذكر الاثنين توكيد، كما قال تعالى: (إنما هو إله واحد).
قوله تعالى: (وله الدين واصبا) في المراد بالدين أربعة أقوال:
أحدها: أنه الإخلاص، قاله مجاهد.
والثاني: العبادة، قاله سعيد بن جبير.
والثالث: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقامة الحدود، والفرائض، قاله عكرمة.
والرابع: الطاعة، قاله ابن قتيبة. وفي معنى " واصبا " أربعة أقوال:
أحدها: دائما، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وعكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، وابن زيد، والثوري، واللغويون. قال أبو الأسود الدؤلي:
لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه * يوما بذم الدهر أجمع واصبا قال ابن قتيبة: معنى الكلام: أنه ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو