والرابع: أن معنى قوله تعالى: " عند ربك " في خزائنه التي لا يتصرف في شئ منها إلا بإذنه.
قوله تعالى: (وما هي من الظالمين ببعيد) في المراد بالظالمين ها هنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المراد بالظالمين ها هنا: كفار قريش، خوفهم الله بها، قاله الأكثرون.
والثاني: أنه عام في كل ظالم، قال قتادة: والله ما أجار الله منها ظالما بعد قوم لوط، فاتقوا الله وكونوا منه على حذر.
والثالث: أنهم قوم لوط، فالمعنى: وما هي من الظالمين، أي: من قوم لوط ببعيد، والمعنى: لم تكن لتخطئهم، قاله الفراء.
* وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط (84) ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85) قوله تعالى: (وإلى مدين) قد فسرناه في [سورة] الأعراف.
قوله تعالى: (ولا تنقصوا المكيال والميزان) أي: لا تطففوا، وكانوا يطففون مع كفرهم.
قوله تعالى: (إني أراكم بخير) فيه قولان:
أحدهما: أنه رخص الأسعار، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد.
والثاني: سعة المال، وهو مروي عن ابن عباس أيضا، وبه قال قتادة، وابن زيد. وقال الفراء: أموالكم كثيرة، وأسعاركم رخيصة، فأي حاجة بكم إلى سوء الكيل والوزن؟!
قوله تعالى: (وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه غلاء السعر، قاله ابن عباس. وقال مجاهد: القحط والجدب والغلاء.
والثاني: العذاب في الدنيا، وهو الذي أصابهم، قاله مقاتل.
والثالث: عذاب النار في الآخرة، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: (أوفوا المكيال والميزان بالقسط) أي: أتموا ذلك بالعدل. والإيفاء:
الإتمام. (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) بنقص المكيال والميزان.