قال الفراء: وإنما جاز أن يقول: (كمن لا يخلق)، لأنه ذكر مع الخالق، كقوله: (فمنهم من يمشي على بطنه، ومنهم من يمشي على رجلين)، والعرب تقول: اشتبه علي الراكب وجمله، فما أدري من ذا من ذا، لأنهم لما جمعوا بين الإنسان وغيره، صلحت " من " فيهما جميعا.
قوله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) قد فسرناه في [سورة] إبراهيم.
قوله تعالى: (إن الله لغفور) أي: لما كان منكم من تقصيركم في شكر نعمه (رحيم) بكم إذا لم يقطعها عنكم بتقصيركم.
قوله تعالى: (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون) روى عبد الوارث، إلا القزاز " يسرون " و " يعلنون " بالياء.
والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون (20) أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون (21) قوله تعالى: (والذين تدعون من دون الله) قرأ عاصم: يدعون، بالياء.
قوله تعالى: (أموات غير أحياء) يعني: الأصنام. قال الفراء: ومعنى الأموات هاهنا: أنها لا روح فيها. قال الأخفش: وقوله: (غير أحياء) توكيد..
قوله تعالى: (وما يشعرون أيان يبعثون) " أيان " بمعنى: " متى ". وفي المشار إليهم قولان:
أحدهما: أنها الأصنام، عبر عنها كما يعبر عن الآدميين. قال ابن عباس: وذلك أن الله تعالى يبعث الأصنام لها أرواح ومعها شياطينها، فيتبرؤون من عبادتهم، ثم يؤمر بالشياطين والذين كانوا يعبدونها إلى النار.
الثاني: أنهم الكفار، لا يعلمون متى بعثهم، قاله مقاتل.
إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون (22) لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين (23) وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين (24) ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين