سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم (31) قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين (32) قوله تعالى: (فلما سمعت) يعني: امرأة العزيز، (بمكرهن) وفيه قولان:
أحدهما: أنه قولهن وعيبهن لها، قاله ابن عباس، وقتادة، والسدي، وابن قتيبة. قال الزجاج: وإنما سمي هذا القول مكرا، لأنها كانت أطلعتهن على أمرها، واستكتمتهن، فمكرن وأفشين سرها.
والثاني: أنه مكر حقيقة، وإنما قلن ذلك مكرا بها لتريهن يوسف، قاله ابن إسحاق.
قوله تعالى: (واعتدت) قال الزجاج: أفعلت من العتاد، وكل ما اتخذته عدة لشئ فهو عتاد، والعتاد: الشئ الثابت اللازم. فأما المتكأ، ففيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه المجلس، فالمعنى: هيأت لهن مجلسا، قاله الضحاك عن ابن عباس.
والثاني: أنه الوسائد اللائي يتكئن عليها، قاله أبو صالح عن ابن عباس. وقال الزجاج:
المتكأ: ما يتكأ عليه لطعام أو شراب أو حديث.
والثالث: أنه الطعام، قاله الحسن، ومجاهد، وقتادة. قال ابن قتيبة: يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا، قال جميل بن معمر:
فظللنا في نعمة واتكأنا * وشربنا الحلال من قلله والأصل في هذا أن من دعوته ليطعم، أعددت له التكأة للمقام والطمأنينة، فسمي الطعام متكأ على الاستعارة. قال الأزهري: إنما قيل للطعام: متكأ، لأن القوم إذا قعدوا على الطعام اتكؤوا، ونهيت هذه الأمة عن ذلك. وقرأ مجاهد " متكا " بإسكان التاء خفيفة، وفيه أربعة أقوال:
أحدها: أنه الأترج، قاله ابن عباس، ومجاهد، ويحيى بن يعمر في آخرين، ومنه قول الشاعر:
وترى المتك بيننا مستعارا يريد: الأترج.