بالعداوة وإنكارهم وأذاهم. وتم الكلام هاهنا. ثم ابتدأ فقال: (إن العزة لله جميعا) أي:
الغلبة له، فهو ناصرك وناصر دينك، (هو السميع) لقولهم (العليم) باضمارهم، فيجازيهم على ذلك.
* * * ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء أن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون (66) قوله تعالى: (ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض) قال الزجاج: (ألا) افتتاح كلام وتنبيه، أي: فالذي هم له، يفعل فيهم وبهم ما يشاء.
قوله تعالى: (وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء) أي: ما يتبعون شركاء على الحقيقة، لأنهم يعدونها شركاء لله شفعاء لهم، وليست على ما يظنون. (إن يتبعون إلا الظن) في ذلك (وإن هم إلا يخرصون) قال ابن عباس: يكذبون. وقال ابن قتيبة: يحدسون ويحزرون.
* * * هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون (67) قوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) المعنى: إن ربكم الذي يجب أن تعتقدوا ربوبيته، هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه، فيزول تعب النهار وكلاله بالسكون في الليل، وجعل النهار مبصرا، أي: مضيئا تبصرون فيه. وإنما أضاف الابصار إليه، لأنه قد فهم السامع المقصود، إذ النهار لا يبصر، وإنما هو ظرف يفعل فيه غيره، كقوله: (عيشة راضية)، إنما هي مرضية، وهذا كما يقال: ليل نائم، قال جرير:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى * ونمت وما ليل المطي بنائم قوله تعالى (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) سماع اعتبار، فيعلمون أنه لا يقدر على