أحدهما: أنها معطوفة على لام محذوفة تقديره: وترى الفلك مواخر فيه لتنتفعوا بذلك ولتبتغوا.
والثاني: أنها دخلت لفعل مضمر، تقديره: وفعل ذلك لكي تبتغوا.
قوله تعالى: (وألقى في الأرض رواسي) أي: نصب فيها جبالا ثوابت (أن تميد) أي: لئلا تميد، وقال الزجاج: كراهة أن تميد، يقال: ماد الرجل يميد ميدا: إذا أدير به، وقال ابن قتيبة:
الميد: الحركة والميل، يقال: فلان يميد في مشيته، أي: يتكفأ.
قوله تعالى: (وأنهارا) قال الزجاج: المعنى: وجعل فيها سبلا، لأن معنى " ألقى ": " جعل "، فأما السبل، فهي الطرق، (ولعلكم تهتدون) أي: لكي تهتدوا إلى مقاصدكم.
قوله تعالى: (وعلامات) فيها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها معالم الطرف بالنهار، وبالنجم هم يهتدون بالليل، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثاني: أنها النجوم أيضا، منها ما يكون علامة لا يهتدى به، ومنها ما يهتدى به، قاله مجاهد، وقتادة، والنخعي.
والثالث: الجبال، قاله ابن السائب، ومقاتل وفي المراد بالنجم أربعة أقوال:
أحدها: أنه الثريا، والفرقدان، وبنات نعش، والجدي، قاله السدي.
والثاني: أنه الجدي، والفرقدان، قاله ابن السائب.
والثالث: أنه الجدي وحده، لأنه أثبت النجوم كلها في مركزه، ذكره الماوردي.
والرابع: أنه اسم جنس، والمراد جميع النجوم، قاله الزجاج. وقرأ الحسن، والضحاك، وأبو المتوكل، ويحيى بن وثاب: " وبالنجم " بضم النون وإسكان الجيم، وقرأ الجحدري:
" وبالنجم " بضم النون والجيم، وقرأ مجاهد: " وبالنجوم " بواو على الجمع. وفي المراد بهذا الاهتداء قولان:
أحدهما: الاهتداء إلى القبلة.
والثاني: إلى الطريق في السفر.
أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (17) وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم (18) والله يعلم ما تسرون وما تعلنون (19) قوله تعالى: (أفمن يخلق كمن لا يخلق) يعني: الأوثان، وإنما عبر عنها ب " من " لأنهم نحلوها العقل والتمييز، (أفلا تذكرون) يعني: المشركين، يقول: أفلا تتعظون كما اتعظ المؤمنون؟